زيارة ترامب الخليجية العربية… الدلائل والغايات

زيارة ترامب الخليجية العربية… الدلائل والغايات

اياد العناز

يبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا اليوم زيارته إلى المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية للفترة من 13-16 آيار 2025، هي الأولى له بعد تسنمه مهامه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية في ولاية ثانية، في تعبير واضح عن الاهتمام الذي يوليه للعلاقات الأمريكية الخليجية العربية وأهميتها في الجوانب السياسية والاقتصادية ودفعها باتجاه إيجاد قواسم مشتركة لكل القضايا التي تهم منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي.
الاختيار الأمريكي جاء لعدة نواحي وله أسبابه في رؤية إدارة الرئيس ترامب للرياض وأهمية دورها السياسي باعتبارها عاصمة القرار العربي وتأثيرها الدبلوماسي على مجمل الأحداث والمتغيرات القائمة ومكانتها الإقليمية والعالمية.
الزيارة في جوانبها الأخرى ستحظى بلقاء يجمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي العربي في قمة أمريكية مشتركة تناقش فيها أهمية إيجاد قنوات دائمة للاستثمارات الخليجية في الولايات المتحدة الأمريكية وإعطاء أهمية لتعميق العلاقات المشتركة بما يخدم المصالح المشتركة والأهداف العليا لجميع الدول وبما يحقق حالة من الاستقرار السياسي والأمني في أهم بقعة من العالم حيث موارد الطاقة من النفط والغاز عصب الحياة وديمومة التنمية البشرية والاجتماعية.
أن الاهتمام الكبير الذي يوليه الرئيس ترامب لمنطقة الخليج العربي له دلالته وأهميته في العلاقة التاريخية التي تربط الولايات المتحدة الأمريكية بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي وهي من الأمور والجوانب الإيجابية والاساسية في الثوابت الدائمة في صنع القرار السياسي لدى الإدارة الأمريكية، ومن الأمور الهامة استثمار هذه الزيارة وتوظيفها للعمل العربي المشترك وطرح قضايا الأمة بما يخدم مصالحها ومكانتها ويدعم تحالفها الاستراتيجي مع واشنطن وتأمين الجوانب السياسية في دعم المواقف والمطالبة العربية من الأحداث التي تمر بها المنطقة.
ومن أهم القضايا التي سيتم مناقشتها الأوضاع الإنسانية والمواجهات العسكرية في الأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة والإفراج عن الأسرى ومستقبل الصراع العربي الإسرائيلي وتأثيره على العلاقات مع الجانب الفلسطيني واتباع الخطوات الأولية التي بدأها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الأولى.
وستكون على طاولة الحوار المشترك بين الرياض وواشنطن مناقشة الاتفاق على توقيع التعاون في المجال النووي والذي أعلن عنه قبل مدة وإعطاء الأهمية في تحقيق الطلب السعودي لتوقيع الاتفاق الذي يفضي إلى بناء مفاعلات نووية لتوليد الطاقة الكهربائية بتقنية علمية أمريكية متطورة، وتعزيز البنية التحتية للمشاريع التنموية التي تراها رؤية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في زيادة زخم الأنشطة المختلفة في مجالات الذكاء الاصطناعي والصناعة والسياحة وكلها معروف أنها تحتاج إلى كميات كبيرة من توفير دائم ومستمر للطاقة الكهربائية خاصة وأن هناك توسع واضح في مساحة البناء والإعمار والتطور الحضاري التي تشهده المدن السعودية.
وهناك الدعم الذي توليه الإدارة الأمريكية علاقتها مع قطر عبر الاتفاقات الاقتصادية والعسكرية والدور السياسي والحوار الدبلوماسي الذي تقوم بها الدوحة كونها المقر الدائم لحل معظم المعضلات والمشاكل السياسية الإقليمية والدولية وأنها من أولى الدول ذات التأثير الفعال في مجال الطاقة وخاصة الغاز الطبيعي، ويمكن الاستدلال على الأهمية السياسية والعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والإمارات العربية باعتبارها المحور المتتم للجوانب الاقتصادية التي تحظى بها منطقة الخليج العربي والدور البارز لها في توسيع دائرة العلاقات الثنائية في كافة المجالات.
يمكن النظر إلى أهمية الزيارة لدول عربية ثلاث لها مكانتها وتأثيرها في سوق الطاقة العالمي والقرارات الخاصة بزيادة الإنتاج ضمن مجموعة ( أوبك بلاص) والتي تزامنت مع الزيارة الأمريكية والتي ستناقش الجوانب المهمة المتعلقة باستمرار توريد الطاقة وحماية الممرات والمضايق الرئيسية لطرق التجارة العامة والطاقة المستمرة.
يسعى الجانب الأمريكي إلى تحقيق نتائج واتفاقيات اقتصادية واستثمارات كبيرة ومستمرة بصفقات تجارية وسياسية وعسكرية ، وهو ما تدركة قيادات الدول الخليجية العربية وستعمل على توظيف هذه الإمكانيات لخدمة مصالحها العليا وأهدافها الاستراتيجية عربيًا وإقليميًا.
وسيكون الملف الإيراني مطروحًا على ضوء استمرار جولات المفاوضات الأمريكية الإيرانية انعكاسات نتائجها على الواقع والحدث السياسي لمنطقة الخليج العربي وضرورة الأخذ بنظر المصالح والأهداف المشتركة النتائج المفاوضات وتأثيرها على الحلفاء الاستراتيجين للولايات المتحدة الأمريكية.
ستبقى العلاقات الأمريكية الخليجية العربية من أهم القواعد المهمة في العلاقات السياسية الدولية ذات البعد والتأثير المكاني والاقتصادي للعمق التاريخي لهذه العلاقات خاصة مع القيادة العربية السعودية والدور الرائد الذي تقوم فيه ومكانتها وتأثيرها وسعى جميع الدوائر الأمريكية للحفاظ على متانة وديمومة العلاقات المشتركة بين الرياض وواشنطن.

وحدة الدراسات العربية 

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجة