تسلط الضربات الجوية الإسرائيلية على إيران الضوء على الخطر المتمثل في أنالعداء الإسرائيلي وعجز إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قد يجتمعان لإنتاج حرب إقليمية في الشرق الأوسط وتحويل إيران إلى أوكرانيا أخرى، وفقاً لاستنتاجات مجلة “جاكوبن”، التي أشارت إلى أن تصعيد التوترات مع إيران على يد الحكومة الإسرائيلية الجديدة، التي تضم العديد من العنصريين والمتطرفين الدينيين، قد يؤدي إلى نتائج كارثية.
وقد روجت الولايات المتحدة وإسرائيل على أن “الضربة” كانت تهدف إلى “احتواء إيران”، ولكن المجلة رأت أنه تم استخدام هذه الاتهامات في إطار مضلل للغاية، حيث تتدخل إسرائيل بشكل واضح وبشكل عنيف ضد الدول المحيطة ، بما في ذلك سوريا ولبنان، وفقاً لكاتب المقال “برانكو مارسيتيك”.
ولاحظت المجلة الأمريكية، التي تصدر من نيويورك، أن القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة تحيط بإيران كما أن طهران تعاني فعلياً من العقوبات الأمريكية، كما تعرضت البلاد للكثير من الهجمات الإلكترونية وتعرض العديد من قاداتها للاغتيالات، ولذلك من السخافة التحدث عن أن المشكلة هي القليل من “الاحتواء”.
ويتضح النفاق غير المألوف في القضية برمتها، عندما تشير تل أبيب وواشنطن ،أيضًا، إلى إمداد إيران بطائرات بدون طيار لروسيا، التي تشن حربًا على أوكرانيا.
وقد تحدثت واشنطن وتل أبيب عن ذلك في عملية الدفاع عن مبادئ القانون الدولي والسيادة الإقليمية، ولكنها حسابات مشوهة، على حد تعبير الصحيفة، لأن الإدارات الأمريكية المتعاقبة كسرت القواعد الدولية لعقود.
وما يجعل الأمر أكثر عبثية، هو اعتراف وزارة الدفاع الأمريكية في ورقة استراتيجية الدفاع الوطني بأن إيران لا تمتلك السلاح النووي.
وبحسب ما ورد، فقد اختار بايدن عدم الدخول في عملية إحياء الاتفاق النووي بعد محادثات طويلة، وبدلاً من ذلك، حاول انتزاع تنازلات إضافية من طهران، وأطلق بايدن سلسلة من الأحداث التي قتلت في النهاية الصفقة، وأصبح بايدن تحت رحمة حكومة نتنياهو العنصرية.
وهذا النوع من النفاق لا يأتي دون تكلفة على المصالح الأمريكية، وعلى سبيل المثال، رفضت معظم دول الجنوب مواكبة محاولات عزل روسيا من قبل واشنطن، بما في ذلك الهند التي كانت تنظر فقط إلى مصالحها الخاصة.
القدس العربي