بكين – تأثرت مناحي الحياة المختلفة في هونغ كونغ تأثرا بالغا بما واجهته من ظروف اقتصادية صعبة طوال العام الماضي. فقد انكمش اقتصاد المدينة في العام الماضي للمرة الثالثة منذ عام 2019، في ظل تباطؤ الطلب العالمي وارتفاع معدلات الفائدة والخروج المطول من إجراءات مكافحة فايروس كورونا.
وكان التعليم من المجالات التي تعاني حتى الآن من هذه الظروف، فقد قال اتحاد العاملين في مجال التعليم بهونغ كونغ “هناك أكثر من 100 روضة أطفال في البلاد تواجه خطر الإغلاق في العام المقبل”، بحسب ما أوردته مؤخرا صحيفة “ذا ستاندرد” التي تصدر في هونغ كونغ.
ويأتي ذلك بعد أن كشف استطلاع جديد للرأي أجراه الاتحاد مؤخرا أن أكثر من 70 في المئة من دور رياض الأطفال التي شملها الاستطلاع واجهت خلال العام الماضي تراجعا بمقدار الربع في معدلات طلبات قبول التلاميذ لديها، بسبب انخفاض معدل المواليد في البلاد، وبسبب تفشي فايروس كورونا، إلى جانب موجة الهجرة. وكان قد تم إجراء الاستطلاع في ديسمبر الماضي، بمشاركة 229 دارا من دور رياض الأطفال.
وقالت قرابة 79 في المئة من الدور التي تتيح لتلاميذها حضور فصول دراسية مدتها نصف يوم فقط، إنها واجهت انخفاضا في معدلات طلبات قبول التلاميذ لديها في سبتمبر الماضي، حيث تراجعت أعداد التلاميذ في كل مدرسة بواقع 23 طالبا في المتوسط، بالمقارنة مع العام السابق. بينما سُجلت نسبة 76 في المئة من دور رياض الأطفال التي تتيح لتلاميذها حضور فصول دراسية مدتها يوم كامل، ونقصان بواقع 19 طالبا في المتوسط.
◙ دور رياض الأطفال في هونع كونغ تشهد انخفاضا حادا يبلغ معدله الربع تقريبا على مستوى طلبات قبول التلاميذ
ومن جانبها قالت نائبة رئيس اتحاد العاملين في مجال التعليم بهونغ كونغ نانسي لام تشوي لينج “تشهد دور رياض الأطفال انخفاضا حادا يبلغ معدله الربع تقريبا على مستوى طلبات قبول التلاميذ هذا العام الدراسي”، مشيرة إلى أن “الوضع يزداد سوءا”. وقالت قرابة نصف دور رياض الأطفال التي شملها الاستطلاع، إن المنح الرأسمالية كانت كافية لتغطية رواتب أعضاء هيئة التدريس، بينما تعتقد 60 في المئة فقط من دور رياض الأطفال أنه من الممكن أن تغطي الإعانات التكاليف التشغيلية.
ونتيجة لذلك قالت لام “تم غلق نحو 20 روضة من رياض الأطفال في هونغ كونغ خلال العام الماضي”، مضيفة أن “الرقم قد يرتفع ليصل إلى رقم مكون من ثلاث خانات هذا العام”. وقالت قرابة 60 في المئة من دور رياض الأطفال إنها تعتزم تسريح بعض المعلمين، ويعتقد اتحاد العاملين في مجال التعليم بهونغ كونغ أنه من الممكن أن يتم الاستغناء عما يصل إلى ثلاثة معلمين في كل مدرسة.
وفي ضوء احتمال قبول تلاميذ جدد خلال العام الدراسي 2023 – 2024، قالت 5 في المئة فقط من دور رياض الأطفال إنها لن تفكر في تسريح العاملين وتجميد رواتبهم أو خفضها. وقالت لام إن “كبار المعلمين الذين يتقاضون رواتب أعلى سيتم تسريحهم أولا، في حال واجهت دور رياض الأطفال مشاكل مالية”، موضحة أن “جودة التعليم بشكل عام ستتأثر”.
وبحسب الاستطلاع يعد تراجع معدلات المواليد في هونغ كونغ السبب الرئيسي في انخفاض عدد المقبولين في دور رياض الأطفال، حيث قالت قرابة 72 في المئة من رياض الأطفال إن معدلات المواليد المنخفضة في المنطقة التي يتواجدون فيها هي التي أدت إلى تراجع أعداد التلاميذ. كما تشمل العوامل المساهمة الأخرى انقطاع التلاميذ عن التعليم، وتبديل أنظمة المناهج الدراسية، وانخفاض عدد التلاميذ القادمين من الخارج بغرض التعليم. وقالت لام “إن تفشي جائحة كورونا وموجة الهجرة ساهمتا أيضا في ذلك”.
وحث اتحاد العاملين في مجال التعليم بهونغ كونغ الحكومة على طرح خطط قصيرة الأجل للتخفيف من حدة الأزمة، تشمل زيادة المنح الرأسمالية إلى 20 في المئة لكل طالب، وطرح إعانات لمرة واحدة، وضمان وجود مسؤول تنفيذي واحد لكل مدرسة، وتعديل نسبة المعلمين إلى التلاميذ لتكون معلما واحدا لكل 11 تلميذا.
من ناحية أخرى قال وو سيو واي، نائب رئيس الاتحاد، “تُمنح الإعانات لرياض الأطفال على أساس الفرد. وفي حال خسرت المدارس ربع عدد تلاميذها، فسيعني ذلك فقْدها ربع حجم الإعانات”.
العرب