الباحثة شذى خليل*
اخذت العلاقات التجارية الثنائية دورًا حاسمًا في تعزيز النمو الاقتصادي والتنمية بين الدول. أحد الأمثلة البارزة على ذلك هو الشراكة التجارية المتطورة بين العراق والإمارات العربية المتحدة. يتناول هذا المقال الارتفاع الأخير في التجارة بين هاتين الدولتين، واستكشاف آثاره وآفاقه المستقبلية.
النمو السريع في حجم التجار، وفي مارس 2024، كشفت إحصائيات غير رسمية عن زيادة كبيرة في التجارة بين العراق والإمارات العربية المتحدة. وارتفع إجمالي حجم التجارة إلى 27.434 مليار دولار في عام 2023، وهو ما يمثل نموًا ملحوظًا بنسبة 9.6٪ عن العام السابق. ويؤكد هذا التوسع الملحوظ على العلاقات الاقتصادية العميقة بين البلدين.
محركات نمو التجارة، ويشير تحليل البيانات التجارية إلى العديد من العوامل الرئيسية وراء هذا النمو. وشهدت الصادرات العراقية إلى الإمارات العربية المتحدة ارتفاعاً كبيراً، حيث ارتفعت بنسبة 75.1% لتصل إلى 8.885 مليار دولار في عام 2023. ومن الجدير بالذكر أن المنتجات المعدنية والوقود والآلات والمعدات الكهربائية برزت كفئات التصدير الرائدة من العراق إلى الإمارات العربية المتحدة، مما يعكس الطبيعة المتنوعة لدولة الإمارات العربية المتحدة. العلاقات التجارية.
وعلى العكس من ذلك، شهدت الواردات العراقية من الإمارات أيضًا نموًا كبيرًا، حيث وصلت إلى 18.549 مليار دولار في عام 2023 – بزيادة قدرها 69.6٪ عن العام السابق. وكانت المنتجات المعدنية والوقود والآلات والمعدات الكهربائية من بين الواردات الأساسية، مما سلط الضوء على الطبيعة التكاملية للتجارة بين البلدين.
الآثار المترتبة على التنمية الاقتصادية، حمل التجارة المزدهرة بين العراق والإمارات العربية المتحدة آثاراً كبيرة على التنمية الاقتصادية في كلا البلدين. وتساهم زيادة حجم التجارة في توليد الإيرادات، وخلق فرص العمل، والتبادل التكنولوجي، وبالتالي تعزيز النمو الاقتصادي والتنويع. علاوة على ذلك، تعمل العلاقات التجارية المعززة على تسهيل نقل المعرفة والخبرة، مما يمهد الطريق أمام الابتكار ومكاسب الإنتاجية.
تعزيز العلاقات الثنائية، ويعكس النمو الهائل في حجم التجارة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية العميقة بين العراق والإمارات العربية المتحدة. وإلى جانب الفوائد الاقتصادية، تعمل العلاقات التجارية القوية على تعزيز العلاقات الدبلوماسية، وتعزيز التعاون والتفاهم المتبادل. وهذا بدوره يخلق بيئة مواتية لتعاون أوسع في مجالات مثل تطوير البنية التحتية، والتعاون في مجال الطاقة، وتشجيع الاستثمار.
التقنيات الناشئة والابتكار، وتتشابك الزيادة في التجارة بين العراق والإمارات العربية المتحدة أيضًا مع اعتماد التقنيات والابتكارات الناشئة. يدرك كلا البلدين الإمكانات التحويلية للتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، وسلسلة الكتل، والطاقة المتجددة في دفع النمو الاقتصادي والقدرة التنافسية. وتساهم المشاريع التعاونية في مجال البحث والتطوير، ونقل التكنولوجيا، ومبادرات التحول الرقمي في تعزيز الإنتاجية والكفاءة والوصول إلى الأسواق للشركات في مختلف القطاعات. ومن خلال تسخير قوة الابتكار، يمكن للعراق والإمارات العربية المتحدة أن يضعا نفسيهما في صدارة الاقتصاد الرقمي العالمي، وفتح فرص جديدة للتوسع التجاري والتنمية المستدامة.
القدرة على الصمود وسط التحديات، على الرغم من النمو الملحوظ في التجارة، يواجه كل من العراق والإمارات العربية المتحدة تحديات مستمرة يمكن أن تؤثر على علاقاتهما الثنائية. وتشكل التوترات الجيوسياسية والصراعات الإقليمية والشكوك الاقتصادية العالمية مخاطر على التدفقات التجارية وثقة الاستثمار. بالإضافة إلى ذلك، سلطت جائحة كوفيد-19 الضوء على أهمية المرونة والقدرة على التكيف في مواجهة الاضطرابات غير المتوقعة. ومع ذلك، فإن الشراكة التجارية القوية بين العراق والإمارات العربية المتحدة تظهر مرونة وسط التحديات، حيث يظل كلا البلدين ملتزمين بالتغلب على العقبات وتعزيز النمو الشامل والمستدام.
وإلى جانب المعاملات الاقتصادية، فإن التجارة المتنامية بين العراق والإمارات العربية المتحدة تعزز التبادلات الشعبية والعلاقات الثقافية. تساهم زيادة التعاون التجاري والتبادل التعليمي والأنشطة السياحية في التفاهم المتبادل والحوار بين الثقافات والتماسك الاجتماعي بين البلدين. ومن خلال تعزيز الدبلوماسية الثقافية والوعي بين الثقافات، تصبح العلاقات التجارية أكثر من مجرد معاملات اقتصادية – فهي تصبح محفزات لبناء الجسور وتعزيز حسن النية بين المجتمعات المتنوعة.
يمثل الارتفاع الكبير في التجارة بين العراق والإمارات العربية المتحدة ظاهرة متعددة الأوجه تشكلها الديناميكيات الجيوسياسية والاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية. وبينما يتنقل البلدان عبر التحديات واغتنام الفرص، فإن تعميق العلاقات التجارية الثنائية يحمل إمكانات هائلة لدفع التنمية المستدامة، وتعزيز التكامل الإقليمي، وتعزيز السلام والازدهار في الشرق الأوسط. ومن خلال تبني الابتكار والاستدامة والشمولية، يمكن للعراق والإمارات العربية المتحدة رسم مسار نحو مستقبل من الرخاء والتعاون المشترك، بما يعود بالنفع على شعبيهما والمجتمع العالمي الأوسع.
وتتشابك الزيادة في التجارة بين العراق والإمارات العربية المتحدة أيضًا مع اعتماد التقنيات والابتكارات الناشئة. يدرك كلا البلدين الإمكانات التحويلية للتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، وسلسلة الكتل، والطاقة المتجددة في دفع النمو الاقتصادي والقدرة التنافسية. وتساهم المشاريع التعاونية في مجال البحث والتطوير، ونقل التكنولوجيا، ومبادرات التحول الرقمي في تعزيز الإنتاجية والكفاءة والوصول إلى الأسواق للشركات في مختلف القطاعات. ومن خلال تسخير قوة الابتكار، يمكن للعراق والإمارات العربية المتحدة أن يضعا نفسيهما في صدارة الاقتصاد الرقمي العالمي، وفتح فرص جديدة للتوسع التجاري والتنمية المستدامة.
وتشير التوقعات الاقتصادية إلى استمرار نمو التجارة بين العراق والإمارات العربية المتحدة في المستقبل المنظور. وبما أن كلا البلدين يعطيان الأولوية للتنويع الاقتصادي والتكامل الإقليمي، فمن المرجح أن تتضاعف فرص التوسع التجاري. ومن خلال الاستفادة من نقاط القوة والتكامل الخاصة بكل منهما، يمكن للعراق والإمارات العربية المتحدة تعميق علاقاتهما التجارية، وفتح آفاق جديدة للتنمية المستدامة والازدهار.
ختاما إن التجارة المزدهرة بين العراق والإمارات العربية المتحدة تجسد إمكانات الشراكات الثنائية في دفع النمو الاقتصادي والتنمية. ومع استمرار ارتفاع حجم التجارة، فإن كلا البلدين سيجنيان ثمار التعاون المعزز. ومن خلال الاستفادة من هذا الزخم، يمكن للعراق والإمارات العربية المتحدة رسم طريق نحو الرخاء المشترك، وتعزيز اقتصاداتهما وتعزيز التكامل الإقليمي بشكل أكبر.
وحدة الدراسات الاقتصادية / مكتب شمال امريكا
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية