واشنطن- يبلغ عمر القهوة العربية، المعروفة بأرابيكا، والتي نتناولها كل صباح 600 ألف سنة، هذا ما كشفت عنه دراسة جينية جديدة قامت بتتبع أصول عائلات البن.
واعتمد الباحثون جينات من نباتات البن في جميع أنحاء العالم لرسم شجرة عائلة نوع القهوة الأكثر شعبية المعروف للعلماء باسم “كوفي أرابيكا”، ولمحبي هذا المشروب الساخن باسم “أرابيكا”.
ووجد الباحثون الساعون لمعرفة المزيد عن نباتات البن لتوفير حماية أفضل لها من الآفات وتغير المناخ، أن هذا النوع ظهر منذ حوالي 600 ألف سنة عبر التهجين الطبيعي لنوعين آخرين من القهوة.
وحدث هذا التهجين الطبيعي منذ حوالي 600 ألف سنة في منطقة غابات جبلية في جنوب غرب إثيوبيا. وأظهرت الدراسة أن أعداد نباتات أرابيكا تعرضت لتقلبات كبيرة على مدار الآلاف من السنين.
وازدهرت خلال الفترات الدافئة والرطبة، بينما عانت خلال الفترات الجافة.
وقال فيكتور ألبرت، وهو عالم الأحياء في جامعة بوفالو الذي شارك في سير الدراسة، “يعني بعبارة أخرى أن هذا سبق أيّ تدخل بشري”.
ونشأت نباتات البن البرية في إثيوبيا. ولكن من المُعتقد أن تحميصها وتغليتها حدثا لأول مرة في اليمن منذ 1400 سنة. ثم نجح الراهب الهندي بابا بودان في تهريب سبع حبات قهوة خام من اليمن إلى بلاده في أواخر القرن السادس عشر. وكان هذا منطلق انتشار القهوة العالمي.
وتشكل قهوة أرابيكا، التي تشتهر بنكهتها اللطيفة والحلوة نسبيا، الآن بين 60 و70 في المئة من سوق القهوة العالمي. وتتخصص فيها علامات تجارية مثل ستاربكس وتيم هورتون ودانكن. أما البقية فهي الروبوستا، وتعدّ قهوة أقوى وأكثر مرارة مصنوعة من نبتتها الأم كوفيا كانيفورا.
ولمراجعة تاريخ قهوة أرابيكا، درس الباحثون جينومات “سي كانيفورا” ونبتة كوفيا يوجينيويدس الأم. كما شملت العملة أكثر من 30 نباتا مختلفا من نباتات أرابيكا، بما في ذلك عينة من أواخر القرن السابع عشر (بإذن من متحف التاريخ الطبيعي في لندن) التي اعتمدها عالم الطبيعة السويدي كارولوس لينيوس لتسمية النبات.
ونشرت الدراسة يوم الاثنين في مجلة نيتشر جينيتكس العلمية. وساهم باحثون من شركة نستله المالكة للعديد من علامات القهوة التجارية في الدراسة.
وتذبذب عدد نباتات أرابيكا عبر الآلاف من السنوات قبل أن يشرف البشر على زراعتها. ويزدهر خلال الفترات الدافئة والرطبة وليس الفترات الجافة. وتسببت الفترات الصعبة في خسائر كبيرة لم ينج منها سوى عدد قليل من النباتات المتشابهة وراثيا.
ويترك هذا نباتات أرابيكا اليوم أكثر عرضة للأمراض مثل صدأ محاصيل البن الذي تصل الخسائر الناجمة عنه إلى المليارات من الدولارات سنويا.
واستكشف الباحثون تركيبة صنف عربي واحد مقاوم لصدأ الأوراق، وجذب هذا الأضواء إلى أجزاء من شفرته الوراثية التي يمكن أن تساعد في حماية النبات.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن فابيان إتشيفيريا، مستشار مركز أبحاث القهوة والتعليم في جامعة تكساس إيه آند إم الذي لم يشارك في البحث، قوله إن الدراسة تفصّل أصول أرابيكا وتطرح دلالات يمكن أن تساعد في حماية المحصول ككل.
ومن شأن استكشاف ماضي أرابيكا وحاضرها أن يمكّن من التوصل إلى أفضل طريقة للحفاظ على صحة نباتات القهوة وإبقاء أكواب القهوة الصباحية ممتلئة في المستقبل.
العرب