خوري تمهد الطريق نحو غدامس بحثا عن توافق حول حكومة مصغرة

خوري تمهد الطريق نحو غدامس بحثا عن توافق حول حكومة مصغرة

من المنتظر أن تبدأ ستيفاني خوري، نائبة رئيس البعثة الأممية للشؤون السياسية، من مدينة غدامس جهودها الرامية إلى تجاوز الخلافات بين مكونات المشهد الليبي وتشكيل حكومة جديدة موحدة تشرف على انتخابات طال انتظارها وحلحلة الأزمة المتفاقمة في البلاد.

كشفت مصادر صحفية مطلعة أن نائبة رئيس البعثة الأممية للشؤون السياسية ستيفاني خوري تستعد لأداء زيارة إلى مدينة غدامس الواقعة بالقرب من المثلث الحدودي بين ليبيا وتونس والجزائر، والتي تبعد 543 كيلومترا عن العاصمة طرابلس، وذلك بهدف الإعداد لجولة جديدة من الحوار الليبي – الليبي تشرف عليها الأمم المتحدة ويكون هدفها تحقيق التوافق بين الفرقاء من أجل تشكيل حكومة جديدة موحدة تشرف على الانتخابات.

وقالت المصادر إن خوري ستجتمع مع مسؤولي وأعيان ووجهاء غدامس لبحث تفاصيل استضافة الفرقاء الليبيين، وخاصة أعضاء مجلسي النواب والدولة، في سياق تمهيد الطريق لجمع الفاعلين الأساسيين تحت سقف التوافق والعمل على حلحلة الأزمة السياسية المتفاقمة في البلاد والتي تحتاج إلى حوار داخلي لتجاوزها.

وأول أمس السبت أكدت خوري على “ضرورة التنسيق مع كل الأطراف السياسية، وإشراكها في الوصول إلى حلول ناجحة تفضي إلى إجراء الانتخابات التي يطمح إليها الشعب الليبي”.

ستيفاني خوري يُنتظر أن تتجه خلال هذا الأسبوع إلى بنغازي للاجتماع مع القائد العام للجيش الوطني خليفة حفتر

ونقل عضو المجلس الرئاسي الليبي موسى الكوني عن خوري تأكيدها على “استمرار دعمها لجهود المجلس الرئاسي، الهادفة إلى تحقيق الاستقرار في ليبيا، والتعاون مع المجلس لمعالجة حالة الانسداد السياسي”، مشيرا إلى أن اللقاء ناقش أيضا آخر مستجدات الأوضاع في البلاد.

وكان عضو المجلس الرئاسي عبدالله اللافي قد اجتمع الأربعاء الماضي بعدد من أعيان وحكماء مدينة غدامس، وأعضاء من المجلس البلدي للمدينة، حيث تم استعراض الأوضاع العامة في المدينة، ولاسيما الوضع الأمني، بالإضافة إلى مناقشة العديد من الملفات المتعلقة بتوفير الخدمات الأساسية في مختلف القطاعات.

وعبر الأعيان والحكماء عن دعمهم الكامل لجهود النائب والمجلس الرئاسي لإنجاح مشروع المصالحة الوطنية، وإعادة الاستقرار

للبلاد، فيما شدد اللافي على أهمية الاستقرار والتنظيم الأمني في مدينة غدامس، باعتبارها من أهم المدن الحدودية، وأن وضع الترتيبات الأمنية المناسبة سيعزز الحفاظ على النسيج الاجتماعي وأمن الحدود في هذه المنطقة.

وينتظر أن تتجه خوري خلال هذا الأسبوع إلى بنغازي للاجتماع مع القائد العام للجيش الوطني خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وذلك بهدف الاستماع إلى تقييم كل منهما للوضع العام في البلاد، وللمساعي المبذولة للتوصل إلى حكومة مصغرة تدير شؤون البلاد وتشرف على تنظيم الانتخابات.

وأكد رئيس ‎مجلس الدولة ‎الاستشاري محمد تكالة التزام مجلسه بتشكيل حكومة جديدة وفق اتفاق ‎القاهرة، وقال في مقابلة تلفزيونية إن لجنة 6+6 انحرفت عن مسارها بعد عودتها إلى طرابلس وبنغازي بإدخالها تعديلات على التوافقات التي توصلت إليها في بوزنيقة المغربية، معتبرا أن المبعوث الأممي المستقيل عبدالله باتيلي لم يحاول تقريب وجهات النظر بين مجلسي النواب والدولة ولم يبارك ما توصلا إليه برعاية الجامعة العربية.

وأردف “لم تكن للمبعوث المستقيل القدرة على الصمود أمام التدخلات الأجنبية في الشأن الليبي”.

ومن المتوقع أن تباشر خوري خلال الفترة المقبلة مهام رئيس البعثة الأممية عبدالله باتيلي الذي استقال في منتصف أبريل الماضي، على خلفية تعثر مبادرته لجمع الأطراف الرئيسية الخمسة، المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة ومجلس النواب والقيادة العامة ومجلس الدولة، على طاولة مفاوضات تستهدف حل الإشكالات التي حالت دون إجراء الانتخابات في عام 2021.

وتشهد ليبيا أزمة سياسية متصاعدة في ظل وجود حكومتين في البلاد، واحدة شرقي البلاد مكلفة من البرلمان، وأخرى في الغرب وهي منبثقة عن اتفاقات سياسية رعتها الأمم المتحدة، إذ ترفض الحكومة في طرابلس غربي البلاد، بقيادة عبدالحميد الدبيبة، تسليم السلطة إلا عبر انتخابات.

وكان من المقرر أن تُجرى أول انتخابات رئاسية في تاريخ ليبيا يوم 24 ديسمبر 2021، لكن خلافات سياسية بين مختلف أطراف الأزمة الليبية، فضلاً عن خلافات حول قانون الانتخابات، حالت دون إجرائها.

العرب