أبدى مسؤولون في محافظة ديالى العراقية قلقهم من استمرار الانتهاكات التي تقوم بها المليشيات هناك، والتي يقابلها صمت حكومي مطبق، الأمر الذي منحها (المليشيات) فرصة التمادي بانتهاكاتها، فيما أكّدوا سعيهم إلى تدويل القضيّة لإيقاف نزيف الدم.
وقال النائب عن المحافظة، رعد الدهلكي، لـ”العربي الجديد”، إنّ “الحكومة المركزيّة تجاهلت محافظة ديالى ومعاناتها وهموم أهلها بشكل كامل، وهي عاجزة عن القيام بمسؤوليّتها تجاه المحافظة وتوفير الأمن فيها”، مبيناً أنّ “ديالى اليوم تتعرّض لإبادة جماعيّة تنفّذها المليشيات الطائفيّة ضدّ مكون معيّن، فهي تقتل وتخطف وتهجّر وتفجّر المساجد وتقوم بكل أنواع الانتهاكات، وسط صمت حكومي مطبق”.
ولفت الدهلكي، إلى أنّه “طيلة الفترة الماضيّة كنّا نحذّر من السكوت عن انتهاكات المليشيات، وأنّ ذلك السكوت وعدم محاسبتها، وعدم إخضاعها للقانون سيمنحها فرصة للتمادي بانتهاكاتها، واليوم وصلت إلى هذه المرحلة، الأمر تعقّد كثيراً وتسبب بوقوع ضحايا كثر من المحافظة، والحكومة لم تتحمّل المسؤوليّة إزاء ذلك”.
وأضاف “كنواب ومسؤولين عن المحافظة، قرّرنا العمل على تدويل القضية في خطوة لإيقاف نزيف الدم فيها”، مبيناً “سنفاتح ممثّل الأمم المتّحدة في العراق، وسنقّدم له كافة الوثائق والأدلّة التي تدين المليشيات، وتؤكّد وقوفها وراء تلك الانتهاكات، ليأخذ دوره بالعمل على تدويل القضية”.
وأوضح أنّ “المليشيات تعمل اليوم إلى إتمام خطتها من إحداث تغيير ديموغرافي في المحافظة، إذ كانت من قبل تعمل بالخفاء على تنفيذ هذه الأجندة، واليوم بدأت تعمل بشكل علني وبلا خوف من أحد”.
بدورها، قالت النائبة عن “تحالف القوى العراقيّة”، لقاء وردي، إنّ “العجز الحكومي عن حماية أبناء ديالى وأبناء بابل من المليشيات يحتّم على المجتمع الدولي وعلى الأمم المتّحدة، أن يأخذا دورهما في هذه المرحلة، والعمل على إيقاف نزيف الدم العراقي”.
ولفتت وردي، في بيان صحافي، إلى أنّ “أبناء ديالى يتعرّضون الى انتهاكات خطيرة ومستمرة، إذ قتل المئات وخطفت أعداد كبيرة مازال مصيرهم مجهولاً حتى الآن، كما تمت تصفية الكثير من الرموز والشيوخ والوجهاء والنخب، من قبل تلك المليشيات المعروفة بانتماءاتها، فيما تعجز الأجهزة الأمنية عن القيام بأي دور أو تحمّل المسؤولية في حماية المواطنين”.
وشدّدت على “ضرورة تدويل تلك الجرائم وأن يكون هناك دور للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية في ذلك، وعدم السكوت على كل تلك الجرائم والانتهاكات”.
يشار إلى أنّ أزمة محافظة ديالى تتفاقم بشكل سريع وخطير، وأنّ المليشيات مستمرة بانتهاكاتها الخطيرة، الأمر الذي يدفع المحافظة نحو حرب طائفيّة، وسط غياب لسلطة الدولة والقانون.