تعالت صرخات الاستغاثة من قبل النشطاء العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي عقب توسع عمليات مليشيات طائفية في مناطق محافظة ديالى العراقية، والتي تستهدف مساجد العرب السنة وممتلكاتهم وأفرادهم، مما دفع ناشطين لتدشين وسم #أدركوا_العراق_ياحكام_المسلمين.
الاستغاثة جاءت بالتوازي مع ارتفاع وتيرة الأعمال العدائية ضد السنة في محافظة ديالى، والتي لا تخضع لسيطرة تنظيم الدولة مما يخرجها -وفق مغردين- عن سياق الحرب الدائرة بين التنظيم وقوات الجيش والمليشيات، ويضفي على أعمال ديالى صفة العمل الطائفي، ويعيد شبح الحرب الطائفية مجددا للواجهة.
صبغة طائفية
مغردون أكدوا على الوسم بأن السلوك العدائي ضد السنة في العراق أصبح يأخذ صبغة طائفية واضحةوأبعادا تتعلق بمخططات تهجير وإعادة تشكيل ديمغرافي لمناطق السنة، حتى وإن لم تكن تخضع لسلطة تنظيم الدولة، مما يتطلب وفق قولهم تدخلا عربيا عاجلا لوقف مخططات التهجير والتصفيات الطائفية.
البعد الطائفي للصراعات انعكس على نقاشات المغردين التي حاولت أن تستشعر مخاطر تكرار ما يحدث في العراقوسوريا بدول عربية أخرى، وحذر مغردون لبنانيون من تكرار نموذج مذابح المليشيات الطائفية في لبنان إذا لم تتصد الدول العربية لما سموه “المخطط الإيراني” في العراق وسوريا وإيقاف حمام الدم بهما.
وحذر مغردون من أن توسع المليشيات الطائفية على حساب مناطق “العرب السنة” في العراق سيكون له نتائج وخيمة على التركيبة السكانية، وسيمنح المليشيات الطائفية قدرة أكبر على تهديد الدول العربية القريبة، بسبب الثقة التي تمنحها انتصاراتهم على المدنيين والعزل، والتي -في نظر مغردين- قد تغري بتطبيق النموذج في مناطق عربية أخرى تتمتع باستقرار نسبي حتى الآن.
دور عربي
وتساءل مغردون عن الدور الذي تقوم به الجامعة العربية التي أضحت في نظرهم “مختطفة” من قبل دول بعينها، وأصبحت تمثل مشاريع سياسية ضيقة بعيدا عما يشغل بال المواطن العربي.
واستنكر المغردون صمت الجامعة على عمليات ديالى الطائفية وتفجير المساجد وتصفية المواطنين، في الوقت الذي يقلق أمينها العام وجود تركي في شمال العراق لم يصب من الدم العراقي مثل ما أصابه “المشروع الإيراني” وحلفاؤه، وفق قولهم.
في السياق أكد مغردون أن كل ما يحدث من إطلاق يد المليشيات الطائفية في العراق وسوريا هو جزء من “مشروع أميركي” لتمكين إيران وحلفائها من المنطقة، حيث يرى المغردون أن توابع الاتفاق النووي تقضي بتحول إيران لشرطي المنطقة الجديد الذي يمكنها من ضبط معادلة الأمن لصالح واشنطن مستقبلا، حسبما ورد.
الجزيرة نت