الشرق الأوسط .. الأكثر إدمانًا على الإنترنت في العالم

الشرق الأوسط .. الأكثر إدمانًا على الإنترنت في العالم

كشفت دراسة أمريكية حديثة، أن ظاهرة إدمان الإنترنت مشكلة تؤثر على 6% من سكان العالم، وأن أكثر المناطق تأثراً بها هي منطقة الشرق الأوسط بنسبة بلغت 10.9%.

وتعد عالمة النفس الأمريكية كيمبرلي يونغ التي عكفت على دراسة هذه الظاهرة في الولايات المتحدة الاميركية منذ عام 1994 أول من وضع مصطلح إدمان الإنترنت، وعرفتها بأنها استخدام شبكة الإنترنت أكثر من 38 ساعة أسبوعياً في برامج الدردشة وشبكات التواصل الاجتماعي والألعاب.

ونشرت نتائج الدراسة التي اجرتاها الدكتورتان الباحثتان في علم النفس في جامعة هونغ كونغ: سيسليا تشانغ، وأنجيل ي – لام لي، في مجلة علم نفس الإنترنت والسلوك، والشبكات الاجتماعية (سايبرسايكولوجي بيهيفيور أند سوشيال نتوركينغ)، وهي مجلة علمية رصينة تعني بدراسات السلوك على الإنترنت والشبكات الاجتماعية.

وقالت رئيسة تحرير المجلة، والأستاذ بمعهد وسائل الإعلام التفاعلية بولاية كاليفورنيا الأمريكية بريندا ويدرهولد: إن الدراسة هدفت الى رصد معدل انتشار إدمان الإنترنت حول العالم ومدى تأثيره على حياة الأشخاص.

وقالت الباحثتان: ان نسبة انتشار ظاهرة إدمان الإنترنت تدنت إلى 2.4 % في شمال وغرب أوروبا بينما ازدادت إلى 10.9 % في منطقة الشرق الأوسط من دون تحديد نسبة كل دولة.

وبينتا أنهما ركزتا على عاملين مهمين ضمن العوامل المؤثرة على الظاهرة، وهما: جودة الحياة بمعنى ازدياد مستوى الرفاهية، والتغلغل الإلكتروني أي انتشار شبكة الإنترنت في دول العالم.

وذكرت الباحثتان أن هذا النوع من الإدمان يقع ضمن الحالات المسماة بمصطلح “صعوبة التحكم في الاندفاعات” التي تؤدي إلى حالة قهرية لا يتمكن فيها المصاب من الامتناع عن استخدام الإنترنت؛ الأمر الذي يؤدي إلى التأثير السلبي على حياته، وصحته وعلاقاته الاجتماعية.

وأوضحتا ان تحليلاتهما لدراسات عن سلوك 89 ألف شخص في 31 دولة من سبع قارات، اشارت اختلاف انتشار الإدمان على الإنترنت بين منطقة و أخرى في العالم ، مشيرتين الى ان إدمان الإنترنت حالة مرضية، ناتجة عن الإفراط في استخدام شبكة الإنترنت، الذي يسبب اضطرابات في السلوك. وتتمثل أعراض الإدمان بزيادة عدد الساعات أمام الإنترنت بشكل مطرد يتجاوز الفترات التي حددها الفرد لنفسه، والإصابة بالتوتر والقلق في حالة وجود أي عائق للاتصال بالإنترنت، وإهمال الواجبات الاجتماعية والأسرية والوظيفية، والاستيقاظ من النوم بشكل مفاجئ والرغبة بفتح البريد الإلكتروني، أو رؤية قائمة المتصلين في برامج الدردشة، وعدم القدرة على شغل وقت الفراغ بهوايات متنوعة أخرى .

ويرجع سبب انتشار تلك الظاهرة لعدة أسباب منها: الملل، الفراغ، والوحدة، والبطالة، والمشكلات الزوجية، وفقدان التواصل الأسري والاجتماعي، فيما تتمثل اعراضها بالتعب والخمول والأرق، والحرمان من النوم، وآلام الظهر والرقبة، والتهاب العينين.

محمد خير الصلاح