اهتمت الصحافة الإسرائيلية اليوم السبت بالأزمة الدبلوماسية التي وتّرت العلاقة “الوثيقة” بين إسرائيل وكل من أستراليا وبريطانيا، ونقلت تصريحات عن مسؤولين إسرائيليين تحاول التبرير والتخفيف من وطأة تلك الأزمات التي تأتي في سياق متتابع يلاحق تل أبيب على خلفية استمرار الاستيطان.
قال المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت إيتمار آيخنر إن أزمة دبلوماسية نشبت بين إسرائيل وأستراليا في أعقاب إلغاء الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين زيارة رسمية لأستراليا كانت مقررة أواسط الشهر القادم، وتفضيله عقد لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الوقت ذاته، مما دفع الأستراليين للتعبير عن خيبة أملهم، مع أن أجهزة الأمن الإسرائيلية أعلنت أن حاجة أمنية ملحة دفعت لهذا التغيير.
وأضاف أن الأزمة الدبلوماسية حصلت رغم أن أستراليا من أكثر الدول صداقة لإسرائيل في العالم، حيث أعربت الأوساط الدبلوماسية في كانبيرا عن غضبها من قرار تل أبيب، لأنه “سلوك لا يحصل بين الأصدقاء”.
وكان المسؤولون الأستراليون قد ألغوا رحلات لهم بسبب الموعد المحدد لزيارة ريفلين، وهو ما قام به أيضا زعماء الجالية اليهودية في أستراليا، ولا سيما أن السنة الحالية تشهد انتخابات عامة في أستراليا ومن الصعب تحديد مواعيد دقيقة بناء على طلب إسرائيلي، لكن هذا لم يمنع ريفلين من إلغاء زيارته بعد إجماع مسؤولين إسرائيليين على عدم قول كلمة لا للرئيس بوتين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي أن هناك علاقة صداقة وثيقة مع أستراليا، لكن هناك العديد من القضايا الأمنية الحساسة مع روسيا لأن المنطقة “تشتعل”، مضيفا أن روسيا هي الدولة العظمى التي تتدخل في المنطقة وأن التنسيق بينها وبين إسرائيل بات “مسألة مصيرية”.
تصريحات كاميرون
في سياق متصل، ذكر مراسل صحيفة “إسرائيل اليوم” “شلومو تسيزنا” أن العلاقات الإسرائيلية البريطانية تمر بتوتر عقب تصريحات أدلى بها رئيس الحكومة البريطانية ديفد كاميرون الأربعاء، وصف فيها الوضع في القدس بأنه مروع، واعتبر أن البناء الاستيطاني الإسرائيلي خارج الخط الأخضر “غير قانوني”، وهو بذلك ينضم إلى وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي عبّر في وقت سابق عن اعتقاده بأن البناء الاستيطاني لا يساعد في تهدئة التوتر.
ورصدت صحيفة معاريف عددا من ردود الفعل الإسرائيلية على كلام كاميرون، حيث زعم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن السيادة الإسرائيلية على القدس توفر لسكان المدينة العرب تعبيد الطرق والمشافي وأماكن العمل، وأن السيادة ذاتها تسعى لتطبيق القانون في القدس، وهو أمر غير قائم في العراق واليمن وسوريا وليبيا وأجزاء كبيرة من العالم العربي، بما في ذلك أراضي السلطة الفلسطينية وقطاع غزة، بحسب قوله.
واتهم رئيس البلدية الإسرائيلية للقدس نير بركات رئيس الحكومة البريطانية بأنه لا يعرف حقيقة الوضع القائم في المدينة.
أما وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني فقالت إن غياب الأفق السياسي للحكومة الإسرائيلية يؤدي بها لأن تفقد المزيد من أصدقائها حول العالم، وإن سياسة إسرائيل في الضفة الغربية أدت لأن يتحكم بها المستوطنون في التجمعات الاستيطانية المنعزلة.
الجزيرة