اوتاوا- أعلن وزير الهجرة الكندي أحمد حسين أن بلاده ستستقبل العام الحالي 1200 لاجئ أيزيدي من العراق تعرضوا للاضطهاد من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، مشيرا إلى أن 400 سبق ووصلوا إلى الأراضي الكندية.
وقال حسين للصحافة إن “عمليتنا جارية، وخلال الأشهر الأخيرة بدأ لاجئون ممن نجوا من تنظيم الدولة الإسلامية بالوصول إلى كندا”. وأضاف أن “حكومتنا ستعيد توطين نحو 1200 ناج في كندا، ممن هم في حاجة، إضافة إلى أفراد عائلاتهم”.
وهذه المبادرة تأتي بعد اعتماد البرلمان الكندي قانونا في الخريف الماضي ينص على استقبال، في غضون أربعة أشهر، أيزيديين فارين من اضطهاد تنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق، واللذين تعرضوا إلى “إبادة” بحسب أوتاوا.
وأوضح وزير الهجرة الكندي أن تركيز الحكومة منصب خصوصا على “النساء الأيزيديات والفتيات”. وأضاف “لقد أظهرت جهودنا أن تنظيم الدولة الإسلامية يستهدف عمدا الفتيان أيضا، هذا هو السبب في أننا نساعد على إعادة توطين جميع الأطفال الذين نجوا” من التنظيم الجهادي.
وأكد حسين أن “الناجين يصلون إلى كندا على متن رحلات تجارية وبمعدل خاضع للسيطرة، بطريقة لا تصبح فيها أجهزة الاستقبال والدعم لدينا مضغوطة، على غرار ما تعلمناه في خطتنا لاستقبال لاجئين سوريين”.
وأضاف “تهدف عمليتنا إلى جلب المعرضين للخطر الأكبر إلى كندا ومنحهم الدعم والخدمات التي يحتاجونها لإقامة منزل جديد وبدء حياتهم من جديد هنا”. وقال حسين، وهو لاجئ صومالي سابق، إنه يتوقع أن يصل نحو 400 لاجئ تساعدهم الحكومة الأربعاء، الذي يصادف مرور 120 يوما على موافقة مجلس العموم على إجراء بالإجماع يدعو الحكومة إلى جلب اللاجئين الأيزيديين المعرضين للخطر.
وأقر ذلك الإجراء بأن تنظيم داعش يرتكب إبادة جماعية ضد الأيزيديين ويحتجز العديد من النساء من تلك العرقية ويستغلهن كإماء جنس. وقال حسين إنه لن يتم منح اللجوء إلى النساء والفتيات فحسب بل وللصبية الذين صاروا ضحايا لذلك التنظيم.
وتتم تلك الجهود في إطار من السرية لحماية خصوصية اللاجئين الذين يتم توطينهم وكذلك بسبب مخاوف أمنية تتعلق بالمسؤولين الكنديين الذين يعملون في شمال العراق. وأوضح حسين أن كندا تعلمت دروسا رئيسية من حملة ألمانية لإعادة توطين أكثر من ألف لاجئ أيزيدي في جنوب غرب ألمانيا. وسيتم إعادة توطين العدد الباقي من الأيزيديين (800 شخص) داخل العراق.
وأضاف “لقد تعلمنا من التجربة الألمانية أن هذا يتضمن العمل في بيئة متقلبة وخطيرة للغاية، لذلك فإن أمن وسلامة أفرادنا وكذلك الناجين من داعش أنفسهم على قمة الأولويات لنا ويؤخذ ذلك بعين الاعتبار في صياغة خطتنا وتنفيذها”.
وتقدر كلفة هذه المبادرة بـ28 مليون دولار كندي (20 مليون يورو)، والايزيديون اقلية ليست مسلمة ولا عربية، تعد اكثر من نصف مليون شخص ويتركز وجودها خصوصا قرب الحدود السورية في شمال العراق. ويناصب تنظيم الدولة الاسلامية هذه المجموعة الناطقة بالكردية عداء شديدا ويعتبر افرادها “كفارا”.
العرب اللندنية