واشنطن – حرص البيت الأبيض في إعداده لحظر السفر المؤقت الجديد إلى الولايات المتحدة الأميركية، على جعله عصيا أمام الطعون القضائية التي نجحت في الإطاحة بمرسوم سابق للهجرة أثار الكثير من الجدل.
ويؤكد خبراء قانونيون أن نجاح أي طعن قانوني في حظر السفر الجديد الذي وقعه الرئيس دونالد ترامب الاثنين سيكون أصعب من الحظر السابق.
وقال الخبراء إن من يرغب في الطعن على الأمر التنفيذي الجديد سيجد صعوبة في العثور على أفراد في الولايات المتحدة يمكنهم الإدعاء بأن ضررا لحق بهم ومن ثم يحق لهم مقاضاته حيث أنه لم يعد يشمل من يحملون إقامات قانونية وحملة التأشيرات الحالية ويتيح إمكانية إلغائه لبعض المسافرين لأغراض العمل أو لأغراض دبلوماسية وغيرها.
وكان الأمر التنفيذي الأول الذي وقعه ترامب في 27 يناير حظر دخول المسافرين من سبع دول ذات غالبية مسلمة هي إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن لمدة 90 يوما وأوقف دخول المهاجرين إلى البلاد أربعة أشهر ومنع المهاجرين من سوريا إلى أجل غير مسمى.
وتسبب التسرع في تطبيقه في حالة من الفوضى واحتجاجات في المطارات ورفعت أكثر من 20 دعوى قضائية للطعن فيه جاء في الكثير منها أنه يمثل تمييزا ضد المسلمين.
أما الحظر الجديد الذي يبدأ سريانه يوم 16 مارس فاستثنى العراق وأضاف فئات أخرى معفاة منه، وقالت إدارة ترامب إن الأمر التنفيذي ضروري لأسباب تتعلق بالأمن القومي. ومن الفئات التي يمكن استثناؤها من الحظر المسافرون الذين سبق لهم الدخول إلى الولايات المتحدة للعمل أو الدراسة أو الساعون لزيارة قريب أو العيش معه ومن سيواجهون مشاق شديدة إذا منعوا من الدخول والأطفال الرضع والصغار وأطفال التبني أو المحتاجون للرعاية الطبية أو العاملون لدى الحكومة الأميركية والمنظمات الدولية وغيرهم.
الرعايا الأجانب خارج البلاد ممن لا يملكون تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة لا يتمتعون بالضمانات التي يتيحها الدستور الأميركي للموجودين بالفعل داخل البلاد
وقال أندرو جرينفيلد المحامي المتخصص في الهجرة بشركة فراجومن للمحاماة في واشنطن إن كل الاستثناءات تزيد بشدة من صعوبة الطعن في الأمر الجديد. وقال ستيفن ييل لوير أستاذ القانون بجامعة كورنيل والمتخصص في الهجرة إن معارضي الأمر قد يتمكنون من العثور على من يحق له رفع دعوى، فمن الممكن على سبيل المثال أن يرفع أميركي دعوى إذا رفضت الحكومة استثناء زوجته الأجنبية لسبب ينطوي على تعسف. وفي طعن قانوني على الأمر التنفيذي الأول نجحت ولاية واشنطن في وقف تنفيذه.
وقال قاض اتحادي في سياتل ثم محكمة استئناف في سان فرانسيسكو إن من حق واشنطن رفع الدعوى لأسباب منها أن الأمر يؤثر سلبا على المقيمين فيها إقامة قانونية ممن يحملون بطاقات خضراء.
وتقدمت أكثر من 100 شركة من بينها عدد كبير من شركات التكنولوجيا الكبرى بمذكرات للمحكمة تقول فيها إن العاملين لديها تضرروا من الأمر.
وقالت وزارة العدل الأميركية في مذكرة تقدمت بها لمحكمة اتحادية في سياتل الاثنين إن الأمر الجديد يسري “فقط على الموجودين في الخارج وليست لديهم تأشيرة”.
وقال خبراء قانونيون إن الرعايا الأجانب خارج البلاد ممن لا يملكون تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة لا يتمتعون بالضمانات التي يتيحها الدستور الأميركي للموجودين بالفعل داخل البلاد.
وقال محامون يعترضون على الحظر بما في ذلك الاتحاد الأميركي للحريات المدنية إنه لا تزال هناك تساؤلات عما إذا كان الحظر تبرره أسباب تتعلق بالأمن القومي وإن التعديلات لا تعالج المخاوف من أن يمثل الأمر تمييزا على أساس الدين.
وأشار آدم لوريدسن المحامي بشركة كيكر آند فان نست في سان فرانسيسكو والذي يمثل طلبة طعنوا في الأمر التنفيذي الأول إلى أن الأمر المعدل مازال يستهدف الدول ذات الغالبية المسلمة.
وأشار ستيفن ليجومسكي كبير المحامين في هيئة الجنسية والهجرة الأميركية في إدارة أوباما السابقة إلى تصريحات لترامب عن رغبته في فرض حظر على المسلمين، لكنه قال إن ذلك لا يعني أن الطعن القانوني سيحرز نجاحا في نهاية الأمر.
العرب اللندنية