عمان – أجرى رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية مايك بومبيو، في واشنطن لقاء مع مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني الفريق محمد عطا المولى.
وذهب المسؤول السوداني رفيع المستوى إلى الولايات المتحدة بدعوة رسمية من مايك بومبيو، في خطوة تحمل دلالة عميقة على أن إدارة ترامب تنوي السير قُدُما في اتجاه بناء علاقات أمنية وثيقة مع الجانب السوداني.
وكانت العلاقة بين الولايات المتحدة والسودان قد شهدت تحسنا واضحا في السنوات الأخيرة، بدأت بلقاءات سرية بين مسؤولين سودانيين وأميركيين، انتهت بإعلان باراك أوباما عن رفع جزئي للعقوبات على هذا البلد وذلك قبيل انتهاء ولايته، بانتظار أن ترفع هذه العقوبات نهائيا في يونيو المقبل.
ووفق تعميم مسرّب إلى وسائل إعلام سودانية، التقى مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني خلال زيارته إلى واشنطن كذلك مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية جيمس كومي وعددا من أعضاء الكونغرس.
ولم يحدد التعميم موعد وصول مدير المخابرات السوداني إلى واشنطن، لكنه أشار إلى أن المسؤول السوداني بحث القضايا الأمنية والسياسية في المنطقة. وتؤكد زيارة عطا المولى إلى الولايات المتحدة، التسريبات القائلة إن واشنطن وحلفاءها الأوروبيين يراهنون في الفترة المقبلة على الخرطوم للعب دور متقدّم في الحرب على الإرهاب خاصة في القارة الأفريقية.
ومعلوم أن إدارة ترامب تضع مكافحة الإرهاب في مقدمة أولوياتها، وهي بالتأكيد في حاجة إلى دعم دول المنطقة لتحقيق ذلك، والسودان الذي له شبكة علاقات قديمة مع التنظيمات الإسلامية بالتأكيد سيكون عنصرا مفيدا وفعالا في هذه المواجهة.
وبما أن المصالح هي المحدد لطبيعة العلاقات الدولية فإن هذا التغيّر الملموس حيال الخرطوم ربطه محللون أيضا برغبة الولايات المتحدة في سحب الخرطوم إلى خندقها بعد أن كانت لوقت طويل محسوبة على المحور الصيني الروسي.
ويرجّح مراقبون أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من اللقاءات بين مسؤولي البلدين، ولم لا قد يشهد العالم تطبيعا كليا في العلاقات بينهما، خاصة وأن السودان أبدى نية واضحة في الاستجابة لمطالب واشنطن والغرب حيال جملة من الملفات التي كانت محل انقسام.
العرب اللندنية