تعتمد الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية بشكل متزايد على إيران ووكلائها، وهو ما أدى إلى خلق تحالف غير مريح مع العقل المدبر للقوات العسكرية الإيرانية، وهو الشخص الذي يحمل على يديه الكثير من دماء الأمريكيين. ولقد تم نشر صور اللواء قاسم سليماني، وهو رئيس فيلق القدس الإيراني، من على الخطوط الأمامية في العراق عدة مرات خلال الشهرين الماضيين. وشوهد هذا الشخص في الآونة الأخيرة في تكريت، وهي مسقط رأس صدام حسين التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية حاليًا، والخاضعة للحصار من قبل الميليشيات المدعومة من إيران في العراق.
وقال كريستوفر هارمر، وهو طيار سابق في البحرية الأمريكية في الخليج ويعمل الآن كمحلل في معهد دراسة الحرب: “ليس هناك أي طريقة تجعل من الممكن أن يدعم الجيش الأمريكي بفعالية هجومًا يقوده سليماني”. وأضاف: “إنه نسخة حكومية من أسامة بن لادن”.
ومع ذلك، يرى الجيش الأمريكي أن تورط إيران في العراق “شيء إيجابي“، طالما لم تخرج التوترات بين السنة والشيعة عن نطاق السيطرة. وقال الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ يوم الثلاثاء: “السلوك الأكثر علنيةً من الدعم الإيراني يأتي في شكل دعم المدفعية وغيرها من الأمور”. وأضاف: “بصراحة، ستكون هناك مشكلة فقط في حال أدى هذا إلى إثارة النزعات الطائفية“.
وبدوره، يلاحظ علي خضيري، الذي شغل منصب مساعد خاص لخمسة سفراء للولايات المتحدة وأحد كبار مستشاري ثلاثة رؤساء للقيادة المركزية الأمريكية بين عامي 2003 و2009، أن “الهوية الأساسية” للميليشيات الشيعية “مبنية على أساس السرد الطائفي، بدلًا من الولاء للدولة“.
وخلال حرب العراق، وجه سليماني “شبكة من الجماعات المتشددة التي قتلت المئات من الأمريكيين في العراق“، وفقًا لما كتبه ديكستر فيلكنز في مجلة نيويوركر. ويزعم أيضًا أن حلفاء سليماني في العراق، مثل ميليشيا بدر القوية بقيادة هادي العامري، أحرقت قرى سنية بأكملها، واستخدمت أدوات قاسية في تعذيب أعدائها.
ورغم وجود أدلة على أن لدى الولايات المتحدة والعراق مشكلة طائفية بالفعل، “يراقب مخططو الحرب الأمريكيون عن كثب الحرب الإيرانية ضد الدولة الإسلامية، بما في ذلك المحادثات عبر ترددات الراديو“، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، الخميس.
وقد وفرت الطائرات الحربية الأمريكية دعمًا لما يسمى بالمجموعات الخاصة على مدى الأشهر القليلة الماضية. وقال العامري لبلومبرغ فيو إن السفير الأمريكي في العراق عرض القيام بالضربات الجوية دعمًا للجيش العراقي والقوات البرية من منظمة بدر. وعن علاقته بسليماني، أضاف العامري: “إنه ينصحنا، ويقدم لنا المعلومات، ونحن نحترمه كثيرًا“.
ولاحظت بلومبرغ فيو في تقريرها أن الوضع العام “يجعل الولايات المتحدة في موقف غريب، يقوم على تعميق التحالف مع جمهورية إيران الإسلامية في حربها ضد المتطرفين الإسلاميين“. وما يجعل هذا التحالف أكثر غرابة هو أن سليماني، الذي كان يدير قوة القدس منذ عام 1998، مرتبط في الواقع ببن لادن من خلال تعاملات إيران مع تنظيم القاعدة.
ووفقًا لما أفاد به توماس جوسلين، نقلًا عن وثائق استولت عليها قوات البحرية الأمريكية التي داهمت منزل بن لادن في أبوت آباد، باكستان، طلب العضو البارز في تنظيم القاعدة، يونس الموريتاني، من “بن لادن الحصول على إذن للانتقال إلى إيران في يونيو 2010، بينما كان يتآمر لشن هجمات في مختلف أنحاء العالم“.
وفي فبراير عام 2014، اتهمت وزارة الخزانة الأمريكية طهران بالسماح لكبار أعضاء تنظيم القاعدة في إيران بنقل المقاتلين السنة إلى سوريا، على الرغم من أن هؤلاء المتطرفين السنة كانوا ذاهبين للقتال من أجل الإطاحة بحليف إيران القوي، نظام بشار الأسد.
التقرير