يواصل الناخبون في إقليم كردستان العراق (شمالي البلاد) التصويت بكثافة في استفتاء انفصال الإقليم عن العراق في مختلف مراكز الاقتراع المخصصة لذلك.
ويحق لنحو خمسة ملايين ناخب الإداء بأصواتهم في نحو 12 ألف مركز اقتراع، تتوزع على محافظات الإقليم الثلاث (أربيل والسليمانية ودهوك) ومناطق متنازع عليها مع حكومة بغداد أبرزها محافظة كركوك.
ويجري هذا الاستفتاء وسط إجراءات أمنية من قبل الشرطة في الإقليم، ومعارضة من حكومة بغداد وتركيا وإيران خاصة ومختلف دول العالم عامة وبتأييد دولة واحدة هي إسرائيل.
وقد أدلى رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني بصوته في استفتاء انفصال الإقليم، وذلك في أحد مراكز الاقتراع بمنطقة “بيرمام” في أربيل.
وأوضح مدير مكتب الجزيرة في أربيل أحمد الزاويتي أن هناك إقبالا كبيرا على مختلف مراكز الاقتراع في أربيل، وأضاف أنه في المركز الذي يوجد به شاهد طوابير مكتظة من الناخبين للإدلاء بأصواتهم، مشيرا إلى أن العديد منهم أعرب عن فرحه بهذه الخطوة التي ستكون مقدمة لإنشاء دولة كردية.
ولفت المراسل إلى أن بعض الناخبين قضوا ليلة أمس أمام بعض المراكز ترقبا لبدء الاستفتاء الذي انطلق صباح اليوم.
وعن المواقف الحزبية إزاء الاستفتاء، بيّن المراسل أن حركة التغيير والجماعة الإسلامية في كردستان العراق انضمتا ليلة أمس إلى المؤيدين لإجراء الاستفتاء، ودعتا أعضاءهما للتوجه إلى صناديق الاقتراع والتصويت بنعم في استفتاء انفصال الإقليم عن العراق، علما بأن الجماعتين كانتا ضد إجراء الاستفتاء.
وبذلك تكون جميع القوى الكردستانية تقريبا أيدت المشاركة في الاستفتاء.
ومن دهوك أوضح مراسل الجزيرة حمدي البكاري أن سؤال الاستفتاء نص على: “هل تريد أن يصبح إقليم كردستان والمناطق الكردستانية خارج الإقليم دولة مستقلة؟”.
وقال إن السؤال مطروح بأربع لغات، وهي العربية والكردية والسريانية والتركية، وأن الإجابة تكون بـ”نعم” أو “لا”.
إصرار كردي
ولم يستجب رئيس الإقليم مسعود البارزاني للأصوات المطالبة -في الداخل والخارج- بالتراجع عن الاستفتاء، حيث أكد مساء أمس الأحد أنه سيجري في موعده، وأن ما وصفها بالتهديدات لن تمنع من المضي قدما في تنظيمه.
وقال البارزاني في مؤتمر صحفي بأربيل أمس “لن نعود مطلقا إلى شراكة فاشلة (مع بغداد)”، مضيفا أن العراق أصبح “دولة دينية طائفية” وليس دولة ديمقراطية، لكنه قال في المقابل إن الاستفتاء لا يعني إعلان الاستقلال فورا، وإنما هو بداية لما وصفها بمحادثات جادة مع بغداد لحل المشاكل العالقة، ومن بينها الحدود والنفط.
وأشار إلى صدور تعليمات لمقاتلي البشمركة الكردية الذين يسيطرون على كركوك بعدم الرد على أي استفزاز يستهدف تعطيل الاستفتاء، لكنه قال إن البشمركة سيدافعون عن أنفسهم إذا تعرضوا للهجوم.
المصدر : الجزيرة + وكالات