عندما سيطر مقاتلو تنظيم الدولة على أجزاء كبيرة من غربي العراق صيف 2014، لم تتردد إيران في مساعدة الجيش العراقي والقوات الكردية بإيقاف تقدم التنظيم. قرار إيران الجيوسياسي رافقه على ما يبدو قرار إعلامي غير معلن: إبراز قائد فيلق القدس “قاسم سليماني” في القتال ضد تنظيم الدولة.
صور سليماني على الجبهة بين القوات العراقية طغت على المواقع الإعلامية فجأة. صفحات الفيس بوك وتويتر والإنستغرام المرتبطة بسليماني بدأت بالتصرف على أنها جناحه الإعلامي غير الرسمي، وظهرت شعبيته على الإنترنت. في الغالب، كانت صور سليماني مباشرة، دون أن يحاول إخفاء أن إيران أرسلت قائدها مسؤولًا عن السياسة الإقليمية في العراق.
لكن الآن، يبدو أن سليماني اكتفى. في 11 من أبريل/ نيسان، كتب سليماني رسالة مفتوحة لصانع أفلام إيراني طلب منه التوقف عن إنتاج فيلم عنه، منكرًا بعض الأشياء التي قالتها عنه وسائل الإعلام الاجتماعي، وطلب من المسؤولين السيطرة على الشائعات.
كتب سليماني أنه: “جندي مليء بالضعف، ولولا بركة الله، لم يكن واضحًا أنني حققت كل هذه النجاحات”، معترفًا بشعوره بـ “الإحراج” عندما سمع أول مرة أن فيلمًا قيد الإنتاج عن شخصيته.
بخصوص ظهوره الإعلامي الكثيف، كتب سليماني: “أنا أعترض بشدة حول ما يُكتب عني في الإعلام الاجتماعي، وبعضه مبالغ فيه وليس صحيحًا، ومناقض للمصالح الأمنية والسياسية. كما أنني أخبرت السلطات المسؤولة عدة مرات في البلاد”.
حول مشروع الفيلم، كتب سليماني أنه طلب من قسم العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني بـ “شكر الأخ العزيز لحبه لجمهورية إيران الإسلامية، مع إيقاف الفيلم”. وبعد أن رأى تقريرًا حول إنتاج الفيلم على قناة إيرانية؛ قال إنه قرر أنه من الضروري كتابة الرسالة المفتوحة.
قال سليماني في رسالته: “هناك عشرات الشهداء المؤثرين الذين تشكل معرفتهم وتصرفاتهم” ضرورة أكبر. سليماني سرد عددًا من الشخصيات السياسية المهمة بتاريخ الجمهورية الإسلامية الذين قتلوا والذين يرى أنهم يستحقون أفلامًا، مضيفًا: “على رأس هؤلاء: الشهيد الحي، المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي ظل بهذا الكفاح لأكثر من 60 عامًا”. من المثير للاهتمام: استخدام مصطلح “الشهيد الحي” لخامنئي، مع العلم أن خامنئي نفسه استخدم التوصيف نفسه لسليماني.
سليماني قال إنه حتى يملك “تحفظات حول كتابة مذكرات للحرب العراقية الإيرانية”، وقال إن موقفه من إنتاج الفيلم “ليس عدم الرضا وحسب؛ بل الاحتجاج”.
صانع الفيلم “سعيد حسن بور”، رد على رسالة سليماني المفتوحة. حسن بور كتب أنه كان ينوي استخدام شخصية سليماني كـ “إلهام”، ولم يكن استخدام اسمه في الفيلم.
وقال حسن بور إنه أبدى إنكاره أن الفيلم كان عن سليماني، لكن المقابلة مع التليفزيون الإيراني سجلت قبل أن يوثق البيان، مضيفًا أنه سيغير الفيلم حسب تعليمات سليماني.
بحسب شبكة تسنيم نيوز، التي نشرت كلًا من الرسالتين بالكامل؛ فإن صانع الفيلم، مع كونه من الباسيج، لم يحصل على إذن أحد لصناعة الفيلم وكان فقط في مرحلة البحث عن الإنتاج.
المونيتور – التقرير