لندن- بغداد- العمارة – وكالات: قال وزير النفط العراقي جبار اللُّعيبي أمس الإثنين ان بلاده ستلتزم باتفاق «أوبك» لخفض الإنتاج، على الرغم من أنها تعمل جاهدة لزيادة طاقتها التصديرية للنفط من الشمال والجنوب.
وأبلغ اللُّعيبي مؤتمرا في لندن أن إجمالي الطاقة الإنتاجية للعراق بلغ خمسة ملايين برميل يوميا بما في ذلك 4.6 مليون برميل يوميا من الجنوب.
والعراق ثاني أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» بعد السعودية.
وقيد العراق إنتاجه مع تخفيض المنظمة إمداداتها بنحو 1.2 مليون برميل يوميا، ضمن اتفاق مع روسيا ومنتجين آخرين من خارج المنظمة حتى نهاية العام الجاري. وعلق اللُّعيبي قائلا ان «العراق أوضح في كل مرة وفي كل فعالية إنه سيلتزم بإعلانات أوبك بروح طيبة وراضية». وأضاف أن العراق يأمل في زيادة الإنتاج من حقول نفط كركوك في شمال البلاد إلى أكثر من المثلين ليبلغ 750 ألف برميل يوميا بمساعدة «بي.بي».
وبينما تقبع الصادرات النفطية من الجنوب عند مستويات قياسية، يظل الإنتاج في شمال العراق منخفضا بعد أن تراجع في منتصف أكتوبر/تشرين الأول عندما استعادت القوات العراقية السيطرة على حقول النفط من مسلحين أكراد كانوا هناك منذ عام 2014.
وقال مسؤول عراقي أمس ان صادرات شركة تسويق النفط العراقية «سومو» من الخام بلغت في المتوسط 3.5 مليون برميل يوميا في يناير/كانون الثاني.
وقال علاء الياسري المدير العام بالوكالة لـ»سومو» للصحافيين ان متوسط صادرات يناير/كانون الثاني ستتجاوز المستوى القياسي البالغ 3.535 مليون برميل يوميا المسجل في ديسمبر/كانون الأول.
وقد يزيد إجمالي صادرات البلاد على ذلك لأن «سومو» لا تسيطر على مبيعات النفط من إقليم كُردستان العراق شبه المستقل في شمال البلاد، والتي تقدر بأكثر من 200 ألف برميل يوميا.
وذكر الياسري أن زيادة معدل صادرات «سومو» في الآونة الأخيرة لا يرجع إلى ارتفاع الإنتاج، بل إلى انخفاض الاستهلاك المحلي. ولم يتضح بعد سبب انخفاض الاستهلاك.
وأضاف أن الصادرات قد تزيد أكثر في الوقت الذي يخطط فيه العراق لبدء التصدير من حقل نفط كركوك في شمال البلاد إلى إيران باستخدام الشاحنات.
ويأتي نقل الخام بالشاحنات إلى مصفاة كرمانشاه في إيران ضمن اتفاق مبادلة أعلنه البلدان الشهر الماضي للسماح باستئناف صادرات الخام من كركوك.
واتفق العراق وإيران على مبادلة ما يصل إلى 60 ألف برميل يوميا من الخام المنتج من كركوك بنفط إيراني للتسليم في جنوب العراق. وفي الشهر الماضي، قال وزير النفط اللُّعيبي أن العراق وإيران يخططان أيضا لبناء خط أنابيب لنقل النفط من كركوك دون الحاجة إلى نقله بالشاحنات.
ويحل خط الأنابيب المزمع محل خط التصدير الحالي من كركوك عبر تركيا والبحر المتوسط.
على صعيد آخر ذكر عدنان نوشي، المدير العام لـ»شركة نفط ميسان» أنها انتهت من حفر 10 آبار نفطية جديدة في حقل الحلفاية خلال الشهر الماضي شرقي محافظة العمارة، جنوبي بغداد. وقال في بيان صحافي «إن الآبار الجديدة نفذتها شركات صينية هي بوهاي وداجين وانتن أويل، تحت أشراف كوادر شركة نفط ميسان، ضمن المرحلة الثالثة والأخيرة في عمليات التطوير لحقل الحلفاية، التي تتواصل بوتائر متصاعدة للوصول إلى طاقة إنتاجية تبلغ 400 ألف برميل يوميا».
وأضاف «أن مجموع ما تم حفره من آبار نفطية في حقل الحلفاية منذ انطلاق عمليات التطوير، الذي تديره شركة بتروجاينا الصينية عام 2009 بلغ 232بئرا نفطية».
ويعد حقل الحلفاية النفطي من الحقول الكبيرة التابعة لـ«شركة نفط ميسان» وتم حفر أول بئر استكشافي فيه عام 1976. وتجاوز إنتاج حقول شركة نفط ميسان معدل 400 ألف برميل يوميا من عدة حقول، أبرزها حلفاية وبن عمر والفكة والبزركان والعمارة.
من جهة ثانية قالت وزارة النفط العراقية على موقعها الإلكتروني أمس ان العراق يعتزم بناء مصفاة نفط في ميناء الفاو على الخليج مع شركتين صينيتين، وينوي دعوة الشركات الاستثمارية قريبا لبناء ثلاث مصاف أخرى. وأضافت الوزارة أن الطاقة الإنتاجية للمصفاة التي ستُبنى في الفاو ستبلغ 300 ألف برميل يوميا وستضم وحدة للبتروكيميائيات.
وتخطط الوزارة لبناء مصفاتين أخريين، بطاقة إنتاجية 150 ألف برميل يوميا لكل منهما، في الناصرية في جنوب العراق وفي محافظة الأنبار في غرب البلاد.
كما يسعى العراق لبناء مصفاة ثالثة بطاقة 100 ألف برميل يوميا في القيارة بالقرب من مدينة الموصل الواقعة في شمال العراق والتي تمت استعادتها من تنظيم «الدولة الإسلامية» العام الماضي. وتقلصت الطاقة التكريرية للعراق حين اجتاح تنظيم «الدولة» أكبر مصفاة للنفط بالبلاد في بيجي شمالي بغداد في 2014. واستعادت القوات العراقية بيجي في 2015، لكن أضرارا جسيمة لحقت بالمكان أثناء القتال. وتعتمد البلاد في الوقت الراهن على مصفاة الدورة في بغداد ومصفاة الشعيبة في جنوب البلاد. وحسب وزير النفط العراقي فإن العمل بدأ في تأهيل مصفاة بيجي، وأنه سيجرى إعادة تشغيل وحدة تبلغ طاقتها التكريرية 70 ألف برميل يوميا خلال فترة تتراوح بين ستة وتسعة أشهر.
وأضاف في بيان أن وحدة ثانية تبلغ قدرتها 70 ألف برميل يوميا سيجرى تشغيلها بعد ذلك. كانت مصفاة بيجي تكرر نحو 175 ألف برميل يوميا حين سقطت في يد الإرهابيين.
القدس العربي