يبدو أن العلاقة بين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ومليشيات كتائب “حزب الله” العراقية، تشهد توتراً لاسيما بعد معلومات تشير إلى نية المليشيات الرد على القصف الذي طاول عناصرها في البوكمال السورية، فجر الاثنين الماضي، وتسبب بمصرع وإصابة العشرات منهم، كما نشرت وسائل إعلام عراقية معلومات تشير إلى نشر المليشيات صواريخ حرارية مضادة للطائرات على الحدود العراقية السورية.
وأكّد مسؤول في بغداد، اليوم الأربعاء، نية المليشيات الرد على القصف الذي طاول عناصرها في البوكمال، مشيراً إلى أن المعلومات تفيد بنية المليشيات قصف قاعدة عين الأسد التي تتواجد بها القوات الأميركية غرب الأنبار.
ويأتي ذلك بعد يوم واحد من نشر المليشيات بيانا قالت فيه إن “جريمة استهداف مقاتليها ستعيد فتح المواجهة مع الكيان الصهيوني والمشروع الأميركي”، وإنها لم ولن نتردد “بالذهاب باتجاه هذه المواجهة”.
وارتفع عدد قتلى المليشيات، اليوم الأربعاء، إلى 24 عنصراً بعد وفاة عدد من الجرحى الذين يرقدون حالياً في مستشفى خاص داخل العاصمة بغداد تحت حراسة مشددة.
ونفت واشنطن رسمياً ضلوعها بالقصف الجوي في الوقت الذي نقلت تقارير غربية وأميركية عن مسؤولين يشيرون إلى تورط طائرات الاحتلال الإسرائيلي في الهجوم، بحسب شبكة “سي أن أن” الأميركية، التي نقلت عن مسؤول حكومي قوله إن “الغارة التي استهدفت مجموعة موالية للنظام السوري قرب البوكمال نفذها سلاح الجو الإسرائيلي”.
وبحسب المسؤول الأميركي نفسه فإن “هناك إصراراً إسرائيلياً على قطع الطريق التي يرغب الإيرانيون في فتحها من طهران إلى بيروت”، مبيناً أن “المهمة التي نفذها الطيران الإسرائيلي صعبة وتحمل تعقيدات لوجستية كبيرة لأن مقاتلاته كان عليها التحليق مسافة 560 كيلومتراً لتنفيذ ضرباتها قرب البوكمال”.
على الصعيد العراقي، حذّر العبادي زعماء المليشيات من أي هجوم يستهدف القوات الأميركية أو مصالحها داخل العراق. وأبلغ معاون قائد “الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس، بمغبة الإقدام على مثل هذه الخطوة كونها ستؤدي إلى رد أميركي أعنف وقد تفتح باب مواجهة داخل العراق، وذلك بحسب ما نقله موظف رفيع في مكتب رئيس الوزراء.
وأضاف الموظف أنّ “الشيخ أبو كاظم الموسوي القيادي بالمليشيات يتواجد حالياً في بغداد منذ يومين واجتمع مع قيادات مسلحة بالحشد الشعبي للرد على الهجوم”.
وأكّد أنّ “مسلحي حزب الله يحاولون الرد من خلال قصف مقرات الجيش الأميركي داخل قاعدة عين الأسد غربي الأنبار، والتي تتشارك فيها مع القوات العراقية وتقوم بمهام رصد جوي ومراقبة للحدود فضلاً عن تدريب القوات العراقية”.
وتضم مليشيات كتائب “حزب الله العراقية خمسة فصائل؛ وهي “أبو الفضل العباس” و”كتائب كربلاء”، و”زيد ابن علي”، و”علي الأكبر”، و”كتائب السجاد”. وتشكلت من مقاتلين في مليشيات “بدر” و”جيش المهدي” و”العصائب” ويبلغ عديد مقاتليها نحو 5 آلاف؛ يقاتل نحو ألفين منهم في سورية، وهم متورطون بجرائم طائفية بحق المدنيين السوريين فيما تقف المليشيات وراء مجازر طائفية وعمليات اختطاف داخل العراق وتتهم بأنها تملك أكبر سجن سري في بلدة جرف الصخر شمال بابل جنوب العراق.
وتتلقى المليشيات تمويلها المباشر من إيران ويعتبر رضا وحيدي الجنرال البارز بالحرس الثوري الإيراني مؤسسها عام 2012.
في هذه الأثناء، نقلت وكالة “الغد برس”، العراقية عن مصدر مطلع في “الحشد الشعبي”، قوله إن مليشيات “كتائب حزب الله العراق حصلت على صواريخ مطورة مضادة للطائرات وقررت نشرها على الشريط العراقي السوري لاستهداف الطيران الأميركي والإسرائيلي”.
ووفقاً للوكالة ذاتها، فإن المصدر أكد لها أن ” كتائب حزب الله العراقية بعد حصولها على صواريخ مطوّرة تمتاز بالدقة قررت نصبها في الشريط الحدودي العراقي ـ السوري لاستهداف الطائرات الأميركية والإسرائيلية التي تستهدف فصائل المقاومة الإسلامية والحشد الشعبي باستمرار”، مشيرةً الى أن “الصواريخ ستكون قادرة على استهداف الطائرات في جميع الظروف الجوية”.
محمد علي
العربي الجديد