في الخامس والعشرين من يوليو/تموز الماضي أوقفت السعودية نقل شحنات النفط عبر باب المندب بعد أن تعرضت سفنها لهجمات من جماعة الحوثي اليمنية المقربة من إيران.
ظاهريا، يبدو شأن باب المندب جزءا من الخصومة بين السعودية وإيران حيث تتباين رؤاهما في الإقليم وتتصارع أجنداتهما في البر والبحر.
لكن شل هذا المضيق أو إغلاقه يعني في المقام الأول تعميق الأزمة المعيشية في مصر ذات الـ 104 ملايين نسمة، وفق تقرير لموقع عربي بوست.
وتمر ناقلات النفط من باب المندب قرب سواحل اليمن أثناء توجهها من الشرق الأوسط إلى أوروبا عبر قناة السويس المصرية.
وقد استعرض الموقع الأوضاع الصعبة التي يعانيها المواطن المصري، وقال إنه سيدفع ثمن إغلاق السعودية مضيق باب المندب.
وكانت السعودية قررت السبت الماضي استئناف نقل شحنات النفط عبر مضيق باب المندب بعدما اتخذ التحالف العسكري الذي تقوده في اليمن “التدابير والإجراءات اللازمة”.
ووفق وزير الطاقة السعودي خالد الفالح فإن هذه الإجراءات تضمن “أمن وسلامة سفن دول التحالف عبر المضيق وجنوب البحر الأحمر، وذلك بالتنسيق مع المجتمع الدولي”.
قناة السويس
لكن موقع عربي بوست كشف أن السعودية تضغط على سوق النفط العالمية والقوى الكبرى من أجل التدخل في حرب اليمن من خلال التلويح بإغلاق مضيق باب المندب.
ويعني الإغلاق غياب قرابة 3.8 ملايين برميل من النفط ومنتجاته التي تمر يوميا إلى أوروبا وآسيا والولايات المتحدة.
وحسب تقرير الموقع، فإن إغلاق المضيق “يعني عمليا إغلاق قناة السويس التي تختصر زمن الرحلة بين آسيا وأوروبا بنحو 15 يوما في المتوسط”.
ومن شأن هذه الخطوة أن تؤدي لزيادة أسعار النفط، لتضع المصريين أمام معضلة حقيقية حيث إنهم من سيدفع الفاتورة وليس الحكومة التي تلجأ مباشرة إلى زيادة الأسعار والاستدانة من المؤسسات المالية الدولية.
وقد أظهرت بيانات حديثة للبنك المركزي المصري أن حجم الدين الخارجي ارتفع إلى 88.2 مليار دولار بنهاية مارس/آذار الماضي، أي بزيادة نسبتها 19.3% مقارنة مع 73.9 مليار دولار قبل عام.
وأدت الديون المتراكمة إلى تفاقم الوضع المعيشي وتدهور سعر العملة المحلية حيث يساوي الدولار الواحد حاليا قرابة 18 جنيها مصريا.
جمهورية الضرائب
ووفقا لوزارة المالية المصرية، فإن ارتفاع سعر النفط دولارا واحدا سيزيد الضغط على الخزانة العامة بـ4 مليارات جنيه دفعة واحدة.
وتفيد البيانات الرسمية بأن الضرائب تمثل نحو 70% من موارد خزانة الدولة. وقبل أشهر رفعت الحكومة ضريبة الدخل إلى 10% لكل من يتجاوز دخلهم السنوي ثمانية آلاف جنيه، وهو ما يعادل 450 دولارا فقط.
وحسب بيانات اقتصادية، فإن متوسط الرواتب بمصر لا يتجاوز 160 دولارا، في حين تشكو معظم شرائح المجتمع من غلاء المعيشة وتكاليف النقل وتفاقم أزمة السكن.
وبعد قرار السعودية إيقاف الشحنات، أعلن الحوثيون أنهم سيوقفون الهجمات في البحر الأحمر لمدة أسبوعين.
وتقاتل قوات التحالف بقيادة السعودية الحوثيين المقربين من إيران، مما يعني أن إمدادات النفط عبر باب المندب ستبقى معرضة للخطر قبل تسوية هذا الصراع.
ويذهب موقع عربي بوست إلى أن إرباك سوق النفط قد يكون هدفا سعوديا عاما، للإضرار بإيران وللدفع نحو مزيد من التصعيد للحسم في اليمن. لكنه يخلص إلى أن رصاصة الإرباك ستصل إلى المصريين قبل الحوثيين.
المصدر : الجزيرة + وكالات,مواقع إلكترونية