الجزائر – أعلن أعرق أحزاب المعارضة في الجزائر “جبهة القوى الاشتراكية” مساء الجمعة أنّه لن يقدّم مرشّحاً إلى الانتخابات الرئاسية المقرّرة في 18 أبريل، ودعا إلى “مقاطعة فعلية مكثّفة وسلمية” لعمليات الاقتراع.
وفي القرار الذي اعتمده مجلسها الوطني اعتبرت جبهة القوى الاشتراكية “أنّ شروط إجراء انتخابات ديمقراطية حرّة ونزيهة وشفافة ليست متوفرة”.
وأكّدت الجبهة، وهي أقدم حزب معارض في الجزائر، أنّها لن تقدّم مرشّحاً ولن تدعم أيّ مرشّح آخر، لأنّ المشاركة لا تعني سوى توفير واجهة ديمقراطية لاقتراع محسوم مسبقاً لصالح مرشح النظام”.
ودعت الجبهة إلى “مقاطعة هذا الاقتراع، كون أصوات المواطنين فيه لا تقدّم ولا تؤخّر في النتيجة النهائية للسباق”.
وينهي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يرأس الجزائر منذ عام 1999، ولايته في 28 أبريل. ويدعوه أنصاره منذ عدة أشهر الى الترشح لولاية خامسة.
ولم يهدأ الجدل حول الوضع الصحي للرئيس الذي يمسك بالسلطة منذ ابريل 1999 والذي يستخدم كرسيًا متحرّكًا منذ إصابته بجلطة دماغيّة في العام 2013.
وانطلق سباق الرئاسة، السبت الماضي، ووصل عدد إعلانات الترشح 94، أغلبها لمستقلين مغمورين، لكن مراقبين في البلاد يعتبرون موقف الرئيس بوتفليقة من الترشح لولاية خامسة منعرجا في الاقتراع، علما أن 3 مارس المقبل، سيكون آخر مهلة للتقدم للسباق الرئاسي.
جبهة القوى الاشتراكية تعتبر أنّ شروط إجراء انتخابات ديمقراطية حرّة ونزيهة وشفافة ليست متوفرة
ويتبنى الحزب منذ 1999، خيار مقاطعة انتخابات الرئاسة، عندما شارك زعيمه الراحل حسين آيت أحمد (توفي في 2015)، كمنافس للرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، لكنه انسحب رفقة مرشحين آخرين قبيل الاقتراع، تنديدا بما وصفوه نية لتزوير نتيجته.
وجبهة القوى الاشتراكية، التي تعرف بأنها أقدم حزب معارض، أسسها الزعيم التاريخي حسين آيت أحمد، في 1963، وظل يعمل في السرية إلى غاية 1989، عندما فتح مجال التعددية الحزبية، أين اعتمد الحزب، وظل يعارض سياسات النظام الحالي ويطالب برحيله.
وأعلن رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق علي بن فليس الاسبوع الماضي وهو أيضا أحد أقطاب المعارضة في الجزائر، عزمه على خوض سباق الرئاسة.
وكان بن فليس أبرز منافس للرئيس بوتفليقة في انتخابات 2014، وحل ثانيا بنسبة 12 بالمائة من الأصوات وقام بتأسيس حزب “طلائع الحريات” في نفس العام.
ومنذ فتح باب الترشح السبت، أعلن الجنرال المتقاعد علي غديري (64 سنة) عزمه خوض السباق الرئاسي، إضافة للناشط السياسي الجزائري المقيم بفرنسا رشيد نكاز (47 عاما).
كما أعلنت حركة مجتمع السلم أكبر حزب إسلامي في الجزائر والمعروفة اختصارا بـ”حمس”، إطلاق عملية جمع التوكيلات لدخول السباق على أن يحسم اجتماع مجلس شورى الحركة بعد أيام في القرار النهائي واسم مرشحها في السباق الذي يرجح أن يكون رئيسها عبدالرزاق مقري.
وكان عبدالعزيز بلعيد رئيس جبهة المستقبل (وسط) أعلن اعتزامه الترشح للسباق قبل أسابيع وسبق أن شارك في اقتراع العام 2014 وحصد نسبة 3 بالمائة من الأصوات.
وبموجب القانون، سيكون لدى المرشّحين المحتملين حتّى 4 مارس للتسجيل لدى المحكمة الدستوريّة.
العرب