بعد شهر من أزمة سياسية هائلة في فنزويلا، كشف الرئيس نيكولاس مادورو في مقابلة مع وكالة “أسوشييتد برس” أن حكومته أجرت محادثات سرية مع إدارة ترامب، وتوقع أن ينجو من حملة عالمية غير مسبوقة لإجباره على الاستقالة.
”
المسؤولون السابقون في فنزويلا، بمن في ذلك مادورو نفسه، لمناقشة خطط رحيلهم
“
وفيما انتقد بشدة الموقف التصادمي للرئيس دونالد ترامب تجاه حكومته الاشتراكية، قال مادورو يوم الخميس إنه يحمل أملا في مقابلة الرئيس الأميركي قريبا لحل أزمة نجمت عن اعتراف أميركا بخصمه خوان غوايدو زعيما شرعيا لفنزويلا.
وأشار مادورو إلى أنه خلال اجتماعين سريين في نيويورك، استغرقا ساعات عدة، دعا وزير خارجيته، المبعوث الأميركي الخاص لفنزويلا، إليوت آبرامز، إلى زيارة البلاد “بصورة شخصية أو علنية أو سرية”.
وقال مادورو “إذا كان يريد الاجتماع عليه فقط أن يبلغني متى وأين وكيف وسأكون هناك”.
وفي السياق، قال مسؤولان فنزويليان رفيعان، رفضا الكشف عن هويتهما، إن اللقاءين بين آبرامز ووزير الخارجية خورخي أريزا جاءا بناء على طلب من الولايات المتحدة. وكان اللقاء الأول يوم 26 يناير/ كانون الثاني ووصفاه بأنه كان عدائيا، حيث هدد المبعوث الأميركي فنزويلا بنشر قوات، ووبخ حكومة كاراكاس لتناغمها مع كوبا وروسيا و”حزب الله”.
وفي اللقاء الثاني الذي جرى هذا الأسبوع، كانت الأجواء أقل توترًا، على الرغم من أن لقاء 11 فبراير/ شباط جاء بعد أربعة أيام من تصريح آبرامز بأن “وقت الحوار مع مادورو قد مضى منذ فترة طويلة”. وخلال هذا الاجتماع، أصر آبرامز على أن العقوبات الأميركية الصارمة ستؤدي إلى رحيل مادورو حتى لو وقف الجيش الفنزويلي إلى جانبه.
ولم يقدم آبرامز أي مؤشر على استعداد الولايات المتحدة لتخفيف مطالبها. ومع ذلك، رأى الفنزويليون في هذين الاجتماعين علامة على أن هناك مجالا للمناقشة مع الأميركيين، على الرغم من غلظة الخطابات العلنية القادمة من واشنطن.
من جهته، قال مسؤول بارز في الإدارة الأميركية بواشنطن، والذي تحدث رافضا الكشف عن هويته، إن المسؤولين الأميركيين على استعداد للاجتماع مع “المسؤولين السابقين في فنزويلا، بمن في ذلك مادورو نفسه، لمناقشة خطط رحيلهم”.
وتغرق فنزويلا عميقا في فوضى سياسية أثارها طلب الولايات المتحدة تنحي مادورو بعد شهر من توليه فترة رئاسية ثانية، والتي تعتبرها الولايات المتحدة وحلفاؤها في أميركا اللاتينية غير شرعية. وبرز خصمه غوايدو (35 عاما) على المسرح السياسي في يناير/ كانون الثاني، ليشكل أول تحد عملي منذ سنوات لقبضة مادورو على السلطة.
وبصفته رئيساً للبرلمان، أعلن غوايدو نفسه رئيساً مؤقتاً في 23 يناير/ كانون الثاني، قائلاً إنه يتمتع بحق دستوري يفترض تولي السلطات الرئاسية من “الطاغية” مادورو. ومنذ ذلك الحين، حظي بدعم واسع، ودعا إلى احتجاجات واسعة النطاق في الشوارع وحظي باعتراف الولايات المتحدة وعشرات الدول في أميركا اللاتينية وأوروبا، والتي تتقاسم الهدف ذاته: رحيل مادورو.
وتأتي الأزمة المتصاعدة على خلفية اضطرابات اقتصادية واجتماعية أدت إلى نقص حاد في الغذاء والدواء، وأجبرت الملايين على الفرار من الدولة العضو في أوبك. وتعيين آبرامز كمبعوث خاص إلى فنزويلا الشهر الماضي أشار إلى عزم إدارة ترامب على اتخاذ موقف أكثر صرامة نحو فنزويلا.
العربي الجديد