في ختام قمة جمعت بينهما، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه تفاهم مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان على إجراءات لإزالة ما وصفها ببؤر العناصر الإرهابية في منطقة إدلب شمال سوريا. في المقابل قال أردوغان إن محاربة الإرهاب يجب ألا تكون ذريعة لقتل المدنيين، وأضاف أن استهداف النظام السوري للمدنيين في إدلب يشكل تهديدا لاتفاق سوتشي.
وأوضح أردوغان -في مؤتمر صحفي في موسكو بعد محادثات مع بوتين أمس الثلاثاء- إنه لا يمكن القبول بقتل النظام السوري للمدنيين في إدلب من البر والجو تحت ذريعة محاربة الإرهاب
وأشار إلى أن هجمات النظام في إدلب تسببت في مقتل أكثر من 500 مدني منذ مايو/أيار الماضي، وإصابة أكثر من 1200 آخرين.
ولفت أردوغان إلى أن تركيا لا يمكنها الإيفاء بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها بموجب اتفاقية سوتشي إلا بعد وقف هجمات النظام السوري على إدلب.
مشيرا إلى أن هجمات النظام وخاصة في المناطق القريبة من الحدود التركية، تدفع أنقرة لاستخدام حق الدفاع، والإقدام على الخطوات الواجب اتخاذها عند اللزوم.
وطوقت قوات النظام السوري مقاتلين من المعارضة وموقعا عسكريا تركيا في شمال غرب سوريا، في هجوم يهدف إلى استعادة الأراضي والبلدات التي فقدتها في بداية الحرب.
وفي هذا السياق، قال أردوغان إن بلاده “ستتخذ كل الخطوات الضرورية” لحماية قواتها المنتشرة في منطقة إدلب التي بات فيها الجنود الأتراك حاليا في خطر.
من جهته، اعتبر الرئيس الروسي أن إقامة منطقة أمنية على حدود تركيا مع سوريا سيكون جيدا بالنسبة لوحدة أراضي سوريا.
وأضاف بوتين “نفهم جيدا حساسيات تركيا ويجب ضمان أمن حدودها وهذا حقها المشروع”.
وتابع أن “الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب يثير مخاوف خطيرة لنا ولشركائنا الأتراك”، مشيرا إلى “تدابير مشتركة إضافية من أجل تطبيع الأوضاع”، من دون مزيد من التفاصيل.
وذكر الرئيس الروسي أنه ونظيره التركي حددا إجراءات إضافية مشتركة تستهدف القضاء على “الإرهابيين” في منطقة إدلب، وإعادة الوضع لطبيعته هناك وفي سوريا بأكملها نتيجة لذلك.
وأضاف بوتين -عقب محادثاته مع أردوغان- إنه والرئيس التركي شددا على أن سوريا يجب أن تظل دولة موحدة.
وجاء المؤتمر الصحفي للرئيسين بعد لقاء مغلق عُقد في مطار موسكو استمر ساعة وعشرين دقيقة.
وقالت وكالة الأناضول إن اجتماعا آخر على مستوى الوفود بدأ عقب انتهاء لقاء الزعيمين، وأوضحت أن الاجتماع جرى بمشاركة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ووزير المالية براءت آلبيرق، ووزير الدفاع خلوصي أكار، ومسؤولين آخرين.
وقبيل المؤتمر الصحفي، حضر الرئيسان عرضا للطائرات الحربية الروسية الصنع، في العاصمة موسكو.
وأكد أردوغان أن بلاده ترغب في مواصلة التعاون مع روسيا في صناعة الدفاع، بما في ذلك الطائرات الحربية.
المصدر : الجزيرة + وكالات