سقط قتيلان ومئتي جريح اليوم الثلاثاء عندما قمعت قوات الأمن العراقية بالرصاص الحي وقنابل الغاز مظاهرات خرجت في بغداد ومدن عراقية عدة للتنديد بالفساد والبطالة، وتداول ناشطون صورا للعنف الذي تخلّل المظاهرات.
وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن متظاهرا قتل بسبب “العنف المفرط” من جانب القوات الأمنية في بغداد، وإن نحو 60 متظاهرا على الأقل أصيبوا بجروح وحالات اختناق جراء القمع الأمني واستخدام قنابل الغاز المدمع.
وقال المدير العام لدائرة الصحة في محافظة ذي قار (جنوب) عبد الحسين الجابري إن “أحد المتظاهرين المشاركين في مظاهرات المحافظة توفي، وأصيب آخران أحدهما جروحه بالغة، إضافة إلى 25 جريحا من القوات الأمنية”.
وبدورها، قالت خلية الإعلام الحكومي في بيان إن المظاهرات أسفرت عن سقوط 200 جريح من المدنيين و40 من القوات الأمنية.
وأعربت الخلية الحكومية عن أسفها لما رافق الاحتجاجات من أعمال عنف، واتهمت من وصفتهم بـ”مجموعة من مثيري الشغب” بالقيام بأعمال أدت لإسقاط المحتوى الحقيقي لتلك المطالب وتجريدها من السلمية التي خرجت لأجلها.
وتجمع نحو ألف متظاهر وسط العاصمة، كما قال مراسل الجزيرة إن مدن جنوب البلاد، وخصوصا النجف والبصرة وواسط والناصرية والديوانية، شهدت مظاهرات رغم إغلاق الطرق للتنديد بما اعتبروه استمرار تفشي الفساد في أغلب مؤسسات الدولة، وطالبوا الحكومة بالإصلاح ومحاربة المفسدين، وبتوفير فرص العمل للشباب.
ودعا بعض المتظاهرين إلى اعتصام مفتوح حتى “نهاية الظلم” والحصول على “الخدمات والتعيينات”.
تحقيق
من جهته، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الرئاسات الثلاث في العراق إلى فتح تحقيق عادل في سقوط الضحايا من المتظاهرين.
وكان الصدر قد انتقد في بيان مقتضب الإجراءات الأمنية ضد المتظاهرين، مشددا على أن “هيبة الدولة لا تكون على حساب الشعب والفقراء”.
ويحتل العراق المرتبة 12 في لائحة الدول الأكثر فسادا في العالم، بحسب منظمة الشفافية الدولية، وتقول تقارير رسمية إن نحو 450 مليار دولار من الأموال العامة اختفت منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، أي أربعة أضعاف ميزانية الدولة وأكثر من ضعف الناتج المحلي الإجمالي للعراق.
المصدر : الجزيرة + وكالات