طهران – قالت السلطات الإيرانية، الخميس، إنها أحبطت محاولة اغتيال استهدفت الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، وأحد الوجوه البارزة للنظام، وذلك بعد يومين فقط من مقابلة مطولة عرضها التلفزيون الرسمي مع سليماني تحدث فيها عن “بطولاته” ضد إسرائيل في حرب 2006 بلبنان، في وقت بات فيه الاستهداف الإسرائيلي للوجود الإيراني في سوريا يمثل اختبارا لشعارات مواجهة إسرائيل ولصورة سليماني نفسه.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني إحباط ما أسماه بـ”مخطط عربي عبري” لاغتيال سليماني بعد أيام من نشر صور جديدة له في بادرة نادرة، سبقها نشر صورة له مع أمين عام حزب الله حسن نصرالله والمرشد الإيراني علي خامنئي من دون أن يعرف تاريخ التقاطها.
واعتبر متابعون للشأن الإيراني أن الترويج لمحاولة اغتيال قائد فيلق القدس في هذا الوقت يهدف إلى تلميع صورة الوجه الأكثر راديكالية في النظام، وإظهاره في صورة البطل القومي، مشيرين إلى أن الإيحاء بأن إسرائيل تقف وراء المحاولة يصبّ في سياق إثبات أن النظام الإيراني ما زال يحتفظ بشعاراته القديمة في وقت تحول فيه الجهد العسكري الإيراني إلى تهديد للأمن الإقليمي وإرباك للاستقرار في دول عربية وإسلامية مجاورة.
ونقلت وكالة “فارس” الإيرانية عن حسين طائب رئيس منظمة استخبارات الحرس الثوري أنه تم إحباط المخطط واعتقال كافة أعضاء فريق الاغتيال، وأنهم قاموا “بشراء منزل قرب قاعة خاصة بالاحتفالات الشيعية يمتلكها اللواء قاسم سليماني”.
وذكر أن الفريق اشترى المنزل “لتجهيزه بنحو 350 إلى 500 كيلوغرام من المتفجرات، كان يخطط وضعها في نفق أسفل القاعة”، وأنّ العملية كان يخطط لتنفيذها خلال “حضور سليماني مراسم العزاء في عاشوراء”.
وبث التلفزيون الإيراني الرسمي، مساء الثلاثاء، مقابلة مطولة مع الجنرال سليماني خصصها لدوره في لبنان خلال النزاع بين إسرائيل وحزب الله عام 2006. وقدمت المقابلة على أنها الأولى لسليماني المكلف بالعمليات الخارجية خصوصا في سوريا والعراق، لحساب الحرس الثوري الإيراني.
وشرح سليماني أنه دخل لبنان مطلع الحرب من سوريا برفقة المسؤول القيادي العسكري في حزب الله عماد مغنية (قتل عام 2008) الذي يعتبره الحزب مهندس “الانتصار” على إسرائيل خلال النزاع الذي أوقع 1200 قتيل في الجانب اللبناني و160 في الجانب الإسرائيلي.
وكشف التركيز خلال المقابلة على بطولة سليماني وجود إحراج كبير لدى السلطات الإيرانية بسبب انتقادات واسعة بين الإيرانيين تقول إن طهران باتت مستسلمة تماما للضربات الإسرائيلية في سوريا، وإنها بدل أن تواجه إسرائيل خلقت لنفسها أعداء في المحيط العربي والإسلامي.
وكثف المسؤولون الإيرانيون في الأيام الأخيرة من التصريحات التي تستعيد خطاب القضاء على إسرائيل، مثلما جاء على لسان قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، الاثنين الماضي، حين قال إن تدمير إسرائيل “لم يعد حلما بل هدفا يمكن تحقيقه”.
وكان مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي قد نشر صورة جماعية للمرشد بصحبة سليماني وأمين عام حزب الله حسن نصرالله ، ما أوحى بأن الثلاثة قد يكونون التقوا قبل فترة قصيرة في طهران، وأن العداء لإسرائيل لا يزال محورا رئيسيا في خطط إيران بالمنطقة.
واستهدفت هجمات جوية متكررة قواعد فيلق القدس في سوريا، وفي أغسطس اتهمت إسرائيل الفيلق بالتخطيط لشن “هجمات فتاكة بطائرات مسيرة” وقالت إن ضرباتها الجوية أظهرت لطهران أن قواتها معرضة للخطر في أي مكان.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن وزير خارجية إسرائيل كاتس قوله في ذلك الوقت إن بلاده تعمل على القضاء على سليماني.
العرب