المترصدون يواصلون ضغوطهم على السعودية في سنة رئاستها لمجموعة العشرين

المترصدون يواصلون ضغوطهم على السعودية في سنة رئاستها لمجموعة العشرين

رئاسة السعودية لمجموعة العشرين لسنة قادمة ستكون على شكل معركة تخاض بأسلحة ناعمة، وذلك لمواجهة الضغوط التي يتوقّع أن تزداد عليها من قبل أطراف داخل بلدان المجموعة ذاتها ستسعى لاستثمار الأضواء المسلّطة على المملكة وتوظيفها في محاولتها تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية. كما ستتجه معركة الرياض صوب محاولة فرض رؤية المنطقة في معالجة القضايا الإقليمية والدولية والمشاركة في صنع القرار بشأنها.

الرياض – بدأت المملكة العربية السعودية رئاستها لمجموعة العشرين لسنة قادمة لن تكون خلالها بمأمن من ضغوط أطراف سياسية من داخل دول تلك المجموعة ذاتها.

وفيما تستعد المملكة لتكون أول بلد عربي يحظى بامتياز رئاسة المجموعة ذات الأهمية الكبرى على صعيد عالمي، قال جيريمي كوربين زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، إنه سيوقف مبيعات الأسلحة للسعودية المخصصة للاستخدام في اليمن إذا فاز في الانتخابات هذا الشهر.

وقال كوربين في كلمة استعرض خلالها أهداف السياسة الخارجية للحزب إنّ “حزب العمال سيوقف مبيعات الأسلحة للسعودية المخصصة للاستخدام في اليمن وسيعمل على إنهاء الحرب هناك”، متهما حكومة حزب المحافظين بدعم تلك الحرب بقوّة.

وبحسب ملاحظين فإنّ كلام السياسي البريطاني هو نموذج عن توظيف الضغوط على الرياض، وهو عامل مجز لبعض السياسيين لتحصيل مكاسب سياسية، وأحيانا لاستجلاب منافع اقتصادية لبلدانهم.

وفي إطار الرئاسة التي تتسلمها من اليابان، ستستضيف المملكة قادة العالم في قمة دولية تعقد بالرياض في 21 و22 نوفمبر من العام المقبل 2020.

وعلّق رئيس مركز أبحاث غلوبال سوليوشنز إنيشياتيف دينيس سنور بالقول لوكالة فرانس برس “هذه الرئاسة ستواجه تحدي مفارقات رئيسية: مخاطر عالمية على غرار التغيّر المناخي والتطورات الديموغرافية مثل معدلات الولادات المنخفضة وارتفاع متوسط العمر المتوقع وشيخوخة المجتمعات.. لكن تنامي الشعبوية والنزعات القومية تمنع تحقيق تقدم على المستوى متعدد الأطراف”.

وأكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أن المملكة ملتزمة بمواصلة العمل الذي انطلق من أوساكا في اليابان وتعزيز التوافق العالمي، والسعي نحو تحقيق إنجازات ملموسة واغتنام الفرص للتصدي لتحديات المستقبل.

ونقلت عنه وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس” القول “تقع المملكة العربية السعودية على مفترق الطرق لثلاث قارات وهي آسيا وأفريقيا وأوروبا، وباستضافة المملكة لمجموعة العشرين، سيكون لها دور مهم في إبراز منظور منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.

وتابع “نحن نؤمن أنّ هذه فرصة فريدة لتشكيل توافق عالمي بشأن القضايا الدولية عند استضافتنا لدُول العالم في المملكة”.

وكشفت السعودية عن شعارها لرئاسة مجموعة العشرين، مستلهمة من “السدْو” الشعار الذي سيرافق عشرات الاجتماعات والمؤتمرات التي ستعقد في المملكة خلال عام كامل، بحسب ما ذكرته قناة الإخبارية الرسمية الأحد.

والشعار الجديد عبارة عن قطعة ملتوية من “السدْو” كُتب أسفلها اسم المملكة وعام رئاستها لمجموعة العشرين باللغة الإنكليزية. و“السدْو” هو أحد أنواع النسيج البدوي التقليدي الذي انتشر في شبه الجزيرة العربية، وقد أدرجته منظمة اليونسكو العالمية، على قائمة التراث غير المادي للبشرية.

واستلهم الفنان السعودي محمد الهواس، تصميم الشعار من خيوط السدْو الملونة التي تطول لتصل كل دول مجموعة العشرين قبل أن تلتف وتعود للسعودية.

وكتب المصمّم السعودي محتفيا بالشعار الذي اختارته وزارة الثقافة ليكون ممثّلا للمملكة في عام رئاستها لمجموعة العشرين “فخور جدا بأن أتيحت لي فرصة تصميم شعار رئاسة المملكة لمجموعة العشرين. شكرا للثقة الكريمة بأبناء الوطن، وشكرا لوزارة الثقافة التي قدمتني لهذه الفرصة العظيمة”.

وتولي السعودية خلال رئاستها لمجموعة العشرين اهتماما بعدة محاور تشمل تمكين الإنسان من خلال تهيئة الظروف التي تمكن جميع الأفراد من العيش والعمل والازدهار، وكذلك الحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل آفاق جديدة.

وتؤكِّد السعودية أثناء رئاستها لمجموعة العشرين على ضمان استمرار المجموعة في إظهار نطاق واسع وشامل لوجهات النظر الدولية، حيث وجَّهت الدعوات إلى كل من الأردن وسنغافورة وإسبانيا وسويسرا، كما ستوجه الدعوات إلى المنظمات الإقليمية، ومنها صندوق النقد العربي، والبنك الإسلامي للتنمية، وفيتنام بصفتها رئيسا لرابطة دول جنوب شرق آسيا، وجنوب أفريقيا بصفتها رئيسا للاتحاد الأفريقي، والإمارات العربية المتحدة بصفتها رئيسا لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والسنغال بصفتها رئيسا للشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا.

وستُدعى كذلك المنظمات الدولية التي كانت لها مساهمات جليّة تاريخيا في مجموعة العشرين، وتشمل منظمة الأغذية والزراعة، ومجلس الاستقرار المالي، ومنظمة العمل الدولية، وصندوق النقد الدولي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والأمم المتحدة، ومجموعة البنك الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة التجارة العالمية.

وتستضيف السعودية خلال الفترة التي تسبق عقد قمّة القادة ما يزيد عن مئة اجتماع ومؤتمر، وتشمل اجتماعات وزارية واجتماعات لمسؤولين رسميين وممثلي مجموعات التواصل ذات الصلة بمجالات الأعمال، والشباب، والعمّال، والفكر، والمجتمع المدني، والمرأة، والعلوم، والمجتمع الحضري.

العرب