تل أبيب – كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، أن المكالمة الهاتفية التي أجراها الأحد مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب تطرقت إلى موضوع ضم إسرائيل لغور الأردن في الضفة الغربية، وأيضا إبرام اتفاقية الدفاع المشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل لمواجهة “التهديد الإيراني”.
ويأتي إعلان نتنياهو عن فحوى المكالمة الهاتفية مع ترامب في وقت يواجه فيه حزبه الليكود صعوبة في جمع توقيعات 61 نائبا في الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) لإعادة تكليفه بتشكيل حكومة جديدة، على خلفية قضايا الفساد التي تلاحقه والتي بدأ، الاثنين، المدعي العام أفيخاي ماندلبليت، اتخاذ الاجراءات القانونية لمحاكمته بشأنها.
وقال نتنياهو “لقد تحدثت مع ترامب، الأحد، عن الفرص التاريخية التي ستسنح لنا في الأشهر المقبلة، بما في ذلك أن يكون غور الأردن حدودا شرقية لإسرائيل، وإبرام اتفاقية دفاع مشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة”. وأضاف “اقترحت على بيني غانتس (زعيم تحالف أزرق أبيض) القيام بذلك في إطار حكومة وحدة وطنية، سيتم تشكيلها الآن”.
ويعتقد أن المسكوت عنه بشأن المكالمة، أن نتنياهو قد يكون دعا الرئيس الأميركي للتدخل ومحاولة إقناع منافسه غانتس بضرورة السير في خيار تشكيل حكومة وحدة وطنية يتداول الطرفان على رئاستها، خاصة وأن جولات الحوار الثنائية بين الليكود و“أزرق أبيض” باءت جميعها بالفشل وآخرها الاجتماع الذي جرى بين الممثلين عن كليهما الأحد الماضي.
ويعتبر نتنياهو أن عرض مشروع ضم غور الأردن وإبرام اتفاقية للدفاع المشترك مع الولايات المتحدة من شأنهما أن يجعلا غانتس يعيد النظر في مقترح تشكيل حكومة الوحدة، بيد أن كثيرين يتشكّكون في إمكانية موافقة زعيم تحالف أزرق أبيض، الذي يدرك أن الهدف الأساسي لنتنياهو هو الإبقاء على حظوظه السياسية للخلاص من مأزقه القضائي من خلال التلويح بهذين “الطعمين”.
وكان نتنياهو غير متحمس في البداية لحكومة وحدة مع تحالف أزرق أبيض (يسار)، وكان يفضل السير في انتخابات جديدة، على الذهاب في هذا الخيار، بيد أن قرار المستشار القضائي للحكومة ماندلبليت بتوجيه اتهامات له بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة في ثلاث قضايا منفصلة أعاد خلط الأوراق.
وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم” صباح الإثنين، إن نتنياهو وافق على مقترح لتشكيل حكومة وحدة مع “أزرق أبيض” شريطة أن يتولى رئاستها في الأشهر الستة الأولى. ووفق الصحيفة، فإن رئيس الوزراء المنتهية ولايته برّر في أحاديث لقيادات من “الليكود” استدارته، بأن هذه المهلة ستكون كافية تحت غطاء حكومة وحدة لفرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن الذي تسيطر إسرائيل بفعل الأمر الواقع على نحو 85 بالمائة من مساحته، من جهة، وبلورة حلّ يشمل منحه عفواً تاماً من ملفات الفساد التي تلاحقه من جهة أخرى.
ومثلما هو متوقع نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر من “أزرق أبيض” تحفظات التحالف على مقترحات نتنياهو، لافتة إلى أنه كان أمامه 14 عاماً لفرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن ولم يفعل.
وأمام رفض غانتس التعاون، يضيق الوقت بسرعة على نتنياهو الذي يجد أمامه خيارا آخر لا يقل صعوبة وهو إقناع “العدوّ اللدود” رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان بتشكيل حكومة يمينية، غير ذلك يعني انهيار جهوده للبقاء في الساحة السياسية لمواجهة وضعه القانوني المعقّد.
ولم يعد يفصل على انتهاء المهلة المحددة للكنيست بترشيح أحد أعضائه لتشكيل الحكومة العتيدة سوى 8 أيام فقط، وقد قرر تحالف أزرق أبيض الانسحاب من ماراثون جمع توقيعات 61 نائبا لتزكية زعيمه غانتس مجددا لتأليف الحكومة، فيما بقي الليكود ينازع لتحقيق هذا الهدف، بيد أن الآمال تبدو ضعيفة جدا ويبدو أن الأرجح هو السير في انتخابات ثالثة خلال أقل من عام وهذا سيفرض على الليكود إجراء انتخابات داخلية لاختيار خليفة لنتنياهو الذي سيترك في هذه الحالة يواجه مصيره القضائي.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيسة كُتلة “اليمين الجديد” إييليت شاكيد، حليفة نتنياهو أنه “لا فائدة من جمع التوقيعات، إذا لم تكن هناك رغبة صادقة من الكُتل البرلمانية في تشكيل حكومة”. وأضافت “الانتخابات الثالثة غير ضرورية، وقرار تجنبها أو الذهاب إليها، هو في يد عضو الكنيست ليبرمان الذي يتعين عليه أن يقرر ما إذا كان سيُرجّح إحدى الكفتين لتُشكّل حكومة ولو لمدة عام، وأيضا في يدي عضوي الكنيست غانتس ولبيد من ‘أزرق أبيض’، اللذين تلقّيا اقتراحًا مُغريا من ‘الليكود’”، معربة عن استغرابها من “رفض ‘أزرق أبيض’ لعرض ‘الليكود’”.
العرب