في مقال له على موقع “ميدل إيست آي” البريطاني (Middle East Eye)، قال الكاتب جوناثان كوك إنه وبعد سنوات من التحريض ضد المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التودد لهم بطرق غريبة على أمل الفوز بأغلبية برلمانية حاسمة لفرض تشريع لإلغاء محاكمته الحالية بالفساد.
ويوضح كوك أن نتنياهو يترشح حاليا باسم “أبو يائير” حرصا منه على الفوز بأصوات الفلسطينيين، لدرجة أنه قام بلصق لوحات إعلانية في مدنهم متبعا العرف العربي الذي يشير إلى الآباء بإضافة اسم ابنهم الأكبر.
القهوة مع شيوخ البدو
كما أن حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي تروّج لسياسة “حسن الجوار” الجديدة، وتظهره مقاطع فيديو على تطبيق “تيك توك” وهو يجلس على سجاد داخل خيمة صحراوية يتناول القهوة مع شيوخ البدو.
ولم ينس نتنياهو أيضا أن يعد بتعيين أول مسلم على قائمة مرشحي الليكود، نائل زعبي، في وزارته المحتملة، رغم أن زعبي هذا من غير المحتمل أن يفوز بمقعد في البرلمان الإسرائيلي.
ويوضح الكاتب أن الانتخابات الإسرائيلية الحالية هي انتخابات أخرى متنازع عليها بشدة، وهي الرابعة خلال عامين، لكن شيئا ما مختلف تماما يرافقها هذه المرة.
فبعد 6 سنوات من الحملات التي وصف فيها نتنياهو مرارا أصوات “الأقلية” الفلسطينية الكبيرة في البلاد بأنها تهديد لـ “الديمقراطية اليهودية” المعلنة من جانب إسرائيل، ومهاجمة خصومه السياسيين على أنهم “محبو العرب”، يجري نتنياهو حاليا تحولا كاملا في حملته.
ويجادل حلفاء نتنياهو بأن هجوم نتنياهو السياسي الحالي يحقق نتائج لصالحه، وأن حزبه “الليكود” يمكن أن يحصل على مقعد أو مقعدين من الناخبين الفلسطينيين، مما يجعلهم على الأرجح مفتاح فوزه في الانتخابات.
وبدأ السياسيون الإسرائيليون الآخرون، يقول كوك، يحذون حذو نتنياهو في التودد للفلسطينيين، إذ يبدو أنهم نسوا أنه قبل أشهر فقط جعل نتنياهو الارتباط بالمشرعين الفلسطينيين في البلاد والجمهور الذي يمثلونه أمرا سيئا.
كما بدأ الفلسطينيون من القائمة العربية المشتركة يهاجمون نتنياهو ويعلنون أنهم لن يُخدعوا باهتمامه المفاجئ بالفلسطينيين وأن تراثه تجاههم سيظل واحدا من تراث التحريض العنصري.
نفاق نتنياهو وقوته
ويتفق المحللون الذين تحدثوا إلى الموقع على أن نتنياهو منخرط في مواقف سياسية أكثر براغماتية ونفاقا. وللمفارقة، فإنهم يشيرون إلى أن المغازلة الحالية مع الجمهور الفلسطيني دليل على أن الأحزاب الفلسطينية أضعف وأكثر انقساما مما كانت عليه منذ سنوات.
وقالت ديانا بوتو، وهي مستشارة سابقة للسلطة الفلسطينية “هذا يتعلق حقا بإيجاد نتنياهو طريقة أخرى للإضرار بالمجتمع الفلسطيني في إسرائيل لخدمة مصالحه الشخصية”.
ويقول ميشيل ورشوسكي مؤسس مركز المعلومات البديلة الذي طالما روّج للحوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين “قوة نتنياهو هي أنه يستطيع وضع الأجندة السياسية أكثر من أي سياسي إسرائيلي آخر”، مضيفا أنه عندما يحرض ضد الشعب الفلسطيني، يخشى خصومه أن يُنظر إليهم على أنهم مؤيدون للعرب، وعندما يضفي الشرعية على الجمهور الفلسطيني، يتبنى الجميع أجندته أيضا.
المصدر : ميدل إيست آي