في ظل نظام سياسي يعج بسماسرة السلطة.. العراق على وشك الانهيار

في ظل نظام سياسي يعج بسماسرة السلطة.. العراق على وشك الانهيار

قالت صحيفة تايمز البريطانية في افتتاحية لها اليوم الأربعاء إن العراق -الذي ظل يهيمن على المناقشات العسكرية والإستراتيجية الغربية معظم فترة ما بعد الحرب الباردة- أقرب إلى الانهيار الآن أكثر من أي وقت مضى منذ الغزو الفاشل الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003.

وأوضحت الصحيفة أن إجبار الاحتجاجات رئيس الوزراء عادل عبد المهدي على تقديم استقالته نهاية الأسبوع الماضي ترك فراغا في السلطة بعد عام واحد من تعيينه، وقد بدأت إيران السعي لملء ذلك الفراغ، في الوقت الذي تبدو فيه قدرات الغرب للتأثير على الأحداث هناك محدودة.

وذكرت أن أزمة العراق تعكس فشل التسوية الدستورية التي تمت عقب الإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين والتي قامت على تقسيم طائفي للسلطة كان الهدف منه إقامة استقرار في تلك البلاد التي تتمتع بواحد من أكبر احتياطيات النفط في العالم.

وأضافت الصحيفة أن تلك التسوية وبدلا من المساعدة على الاستقرار رسخت أقدام نخب سياسية لم ينتح عنها إلا فساد منفلت شل اقتصاد تلك الدولة الغنية بمواردها، وأسفرت عنها بطالة واسعة وخدمة مدنية أقرب إلى الانهيار.

ومع ذلك، تشير الصحيفة إلى أن النخب السياسية لا تبدي أي رغبة في التنازل وتلبية مطالب المحتجين، والدليل على ذلك تصاعد لجوء الحكومة والمليشيات إلى زيادة عنفها ضد المتظاهرين خلال اليومين الماضيين.

وأضافت أن ما سيحدث خلال اليومين المقبلين يعتمد غالبا على البرلمان العراقي، حيث لم يتبقَ إلا أسبوعان لاختيار رئيس وزراء جديد، مشيرة إلى أنه من الصعب التفاؤل بأن النظام السياسي العراقي المفكك والذي يعج بالكثير من سماسرة السلطة سينجح في اختيار قائد فعال وقادر على تلبية الطموحات الوطنية للمحتجين في الإصلاح الاقتصادي وإنهاء النفوذ الأجنبي، وأن ذلك يعني أنه ليس من المرجح أن ينتهي الاضطراب، الأمر الذي يزيد لجوء النخبة السياسية للنفوذ الإيراني وتوسيعه.
اعلان

وختمت تايمز بأن ذلك سيكون هزيمة إستراتيجية للغرب، خاصة الولايات المتحدة، مضيفة أنه ومع المزاج الوطني الطاغي في العراق حاليا فإن أي محاولات غربية علنية للتأثير على البرلمان العراقي في اختياره رئيس وزراء جديدا ستكون لها نتائج عكسية.

المصدر : تايمز