بيروت ـ مع تأجيل رئاسة الجمهورية اللبنانية الاستشارات النيابية التي كانت مقررة الاثنين، يواصل متظاهرون لبنانيون في اليوم الـ54 من الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، قطع بعض الطرق وسط إضراب جزئي في المدارس.
والأحد، قررت رئاسة الجمهورية تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس وزراء جديد لتجرى في 16 ديسمبر الجاري، عوضا عن الاثنين، بعد ساعات من إعلان رجل الأعمال، سمير الخطيب، اعتذاره عن الترشح لرئاسة الحكومة المقبلة.
ولم تسفر الاتصالات السياسية بين القوى الحاكمة إلى التوصل لتوافق حول اسم جديد.
وكان رجل الأعمال سمير الخطيب الذي تم تداول اسمه في الآونة الأخيرة كمرشح محتمل لرئاسة الحكومة قال إن هناك “توافقا” لدى الطائفة السنية على اعادة تسمية رئيس الوزراء المستقيل الحريري، بعد لقائه مفتي الجمهورية الأحد.
وفي العاصمة بيروت، فتحت المدارس والمعاهد التربوية أبوابها أمام الطلاب، كما فتحت المصارف أبوابها بشكل طبيعي، في ظلّ انتشار أمني كثيف في أغلب الشوارع الرئيسية للمدينة.
وقطع محتجون عددا من الطرق الرئيسة في البقاع الغربي (محافظة البقاع)، فيما لم يتم الاستجابة لدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي من جانب عدد من الناشطين في المنطقة لإقفال المؤسسات التربوية.
وفي عاصمة الشمال اللبناني طرابلس، قطع المحتجون منذ ساعات الصباح، غالبية الطرق الرئيسية والفرعية في ظلّ انتشار كثيف لعناصر الجيش التي تسعى للتفاوض مع المحتجين لإعادة فتحها.
فيما التزمت معظم المدارس والجامعات في طرابلس بقرار الدعوة إلى الإضراب من جانب الناشطين في المدينة.
وفي عكار (أقصى الشمال)، قطع المحتجون عددا من الطرقات الفرعية والرئيسية وأقفلت المدارس الرسمية والخاصة أبوابها أمام التلاميذ.
ويشير شهود عيان إلى أن الجيش اللبناني والقوى الأمنية يعملان على فتح جميع الطرقات التي أقفلت في الصباح الباكر.
ولم تتمكن القوى السياسية في لبنان من التوافق على تسمية رئيس وزراء جديد، منذ أن أجبرت احتجاجات شعبية، مستمرة منذ 17 أكتوبر الماضي، سعد الحريري، على تقديم استقالة حكومته، في 29 من الشهر ذاته، لتتحول إلى حكومة تصريف أعمال.
ويطالب الحراك الاحتجاجي بحكومة اختصاصيين مستقلين بعيدا من الطبقة السياسية الحالية، في حين اتجهت الأمور أخيرا الى تشكيل حكومة تضم سياسيين يمثلون الأحزاب الرئيسية اضافة الى اختصاصيين. ويرفض حزب الله بشدة تشكيل حكومة تكنوقراط.
ويستمر تدهور الوضع المالي والاقتصادي والاجتماعي في لبنان، علما أن نحو ثلث اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر بحسب البنك الدولي فيما يتواصل ارتفاع نسبة البطالة التي بلغت أكثر من ثلاثين في المئة لدى الشباب.
ومن جانب آخر، استعرض رئيس الجمهورية ميشال عون مع المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، التحضيرات للمؤتمر الذي سيعقد الأربعاء في باريس لـ”مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان”، وفق تغريدة على “تويتر” لرئاسة الجمهورية.
وسيُعقد المؤتمر لمدة يوم واحد في مقرّ وزارة الخارجية الفرنسية في باريس على مستوى الأمناء العامين لوزراء خارجية الدول الأعضاء للمجموعة.
وتضم “مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان” الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية وحكومات الصين وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
وأطلق المجموعة في سبتمبر 2013، الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، والرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان، من أجل حشد الدعم والمساعدة لاستقرار لبنان وسيادته ومؤسسات دولته، ولتشجيع الدعم للجيش، واللاجئين السوريين، والمجتمعات اللبنانية المضيفة، والبرامج الحكومية والخدمات العامة التي تأثرت بالأزمة السورية
العرب