وعبر العديد من الأطراف المقربة من المتظاهرين عن استنكارها لهذا الحدث، وطالبت السلطات بالتحقيق لمعرفة ما حدث ومن يقف وراء الحادثة.
وأصدر المعتصمون بيانا توضيحا وصفوا ما حدث اليوم في ساحة الوثبة بجريمة إرهابية، شأنها شأن قتل المتظاهرين السلميين الذين خرجوا طلبا لتقوية القانون وفرضه على الجماعات الخارجة عنه
وأضاف التوضيح “لتبيان ما حصل وفق شهود عيان من المدنيين والقوات الأمنية. قام أحد الأشخاص من سكنة منطقة الصدرية قرب ساحة الوثبة بإطلاق النار بشكل عشوائي وقتل عدد من المارة من ضمنهم بعض المتظاهرين، دون أي تدخل من القوات الأمنية، ما دفع إلى مهاجمة منزله وحدث ما حدث، أمام رفض تام من قبل المتظاهرين السلميين”.
وطالب المعتصمون المؤسسات المعنية (القوات الأمنية والقضاء) بمحاسبة الجناة وتقديمهم رفقة قتلة المتظاهرين، أكدوا عدم سماحهم بتشويه صورة الحراك السلمي بأية طريقة كانت، معلنين براءتهم من أي سلوك خارج نطاق السلمية .
وكان متظاهرون قد اشتكوا أخيرا من قيام أطراف مسلحة مجهولة باستهداف المتظاهرين عن طريق طعنهم بالسكاكين أثناء وجودهم في ساحات التظاهر.
وفي هذه الأثناء، تشهد ساحة التحرير وسائر ميادين الاعتصام في محافظات جنوب البلاد، استمرار توافد المحتجين المطالبين بالإصلاحات السياسية والاقتصادية ومحاربة الفساد.
اغتيال ناشط
من جانب آخر، اغتيل الناشط علاء الجيزاوي بحي الشعلة في بغداد، ليكون رابع ناشط مدني تغتاله جهات مجهولة في أقل من أسبوعين.
وكانت مظاهرات حاشدة خرجت أول أمس الثلاثاء في بغداد للمطالبة برحيل الطبقة السياسية في العراق ومحاربة الفساد ومحاسبة الجهات المسؤولة عن قتل المتظاهرين واغتيال الناشطين.
وقالت لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب، إنه ستتم محاسبة الحكومة والقوات الأمنية إذا استمر عمليات اختطاف الناشطين المشاركين في الاحتجاجات وقتلهم.
وفي السياق نفسه، شددت وزارة الخارجية الأميركية اليوم على ضرورة إيقاف استهداف المحتجين في العراق، قائلة إنه الجدير بالدول السماح للمحتجين بالتعبير عن رأيهم والمطالبة بتنفيذ إصلاحات.
وأضافت متحدثة باسم الوزارة أن واشنطن مستعدة لحشد الرأي العام الدولي إزاء ما يجري من عمليات قتل ممنهج في العراق.
تقرير أممي
وذكر تقرير صدر أمس عن مكتب حقوق الإنسان التابع لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق أن 424 شخصا قتلوا على الأقل وأصيب 8758 آخرين في الاحتجاجات التي بدأت في العراق منذ مطلع أكتوبر/تشرين أول الماضي.
وفي سياق منفصل، ذكرت خلية الإعلام الأمني في العراق في بيان لها، أن صاروخين من نوع كاتيوشا سقطا أمس ليلا في المحيط الخارجي لمطار بغداد الدولي في منطقة غير مأهولة من دون خسائر.
وهجوم أمس هو العاشر من نوعه خلال شهر ونصف الشهر، ويأتي بعد ثلاثة أيام من هجوم مماثل بأربعة صواريخ أسفر عن جرح ستة أفراد من قوات مكافحة الإرهاب العراقية التي تتخذ من إحدى القواعد العسكرية المجاورة للمطار مقرا لها.
المصدر : الجزيرة + وكالات