في مقال افتتاحي، قالت صحيفة فايننشال تايمز إن الغارات التي أدت إلى مقتل قاسم سليماني تنبئ بقرب الحرب في المنطقة بين الولايات المتحدة وإيران.
وتقول الصحيفة إن طبول الحرب قرعت بعد الغارات الجوية الأخيرة التي أدت إلى مقتل 25 من كتائب حزب الله العراق قبل أيام، موضحة أن الرسائل التي أرسلتها الولايات المتحدة من تلك الغارات تقوم على تحميل الفصائل الموالية لإيران مسؤولية مقتل متعاقد أمريكي في بغداد، بعد سقوط صواريخ على قاعدة عسكرية.
وبالنسبة للولايات المتحدة، فإن قتل مواطن أمريكي هو خط أحمر، بحسب الصحيفة التي قالت إن الرد الأمريكي جاء بأمر من دونالد ترامب بتنفيذ الغارات على كتائب حزب الله العراقية.
اغتيال سليماني إنجاز كبير بالنسبة للولايات المتحدة، وتعتبره فايننشال تايمز أكبر من عملية قتل أسامة بن لادن
وكانت حادثة اقتحام السفارة الأمريكية في بغداد تذكيرا للأمريكيين بحادثة اقتحام السفارة الأمريكية في طهران عام 1979.
وتعتبر الصحيفة أن اغتيال سليماني إنجاز كبير بالنسبة للولايات المتحدة، بل تعتبره أكبر من عملية قتل أسامة بن لادن في باكستان عام 2011؛ فسليماني هو قائد الذراع الخارجية للحرس الثوري، وكان مسؤولا عن إنشاء كيانات موالية لبلاده في الشرق الأوسط.
وجاء اغتياله في العراق كحركة استفزازية أخرى، خصوصا أنه يتمتع بشعبية كبيرة بين العراقيين. وتتساءل الصحيفة عن توقيت عملية الاغتيال، الذي يأمل حلفاء واشنطن بأن يكون مدروسا.
وتقول الصحيفة إن البيت الأبيض بدأ يصدق الدعاية التي ينشرها بأن النظام الإيراني يقترب من الانهيار، خصوصا بعد فرض العقوبات القاسية على الاقتصاد والاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها مدن رئيسة في إيران.
وتعتقد الصحيفة أن إيران ستلجأ إلى عملية انتقامية تنفذها وكالاتها في المنطقة، من ضمنها هجمات إلكترونية، لكنها توضح أن العملية الانتقامية لن تكون سريعة، وأن العراق سيكون ساحة للصراع والمواجهات بين حليفيه إيران والولايات المتحدة، وسيقود ذلك إلى خراب ودمار في البلاد.
القدس العربي