تعكس زيارة وزير الشؤون الخارجية العُماني يوسف بن علوي إلى طهران الثلاثاء، استمرار سلطنة عمان في تعميق دورها كوسيط في الملفات الشائكة والنزاعات الإقليمية.
وتأتي زيارة بن علوي الثانية خلال الشهر الحالي إلى العاصمة الإيرانية طهران، في زيارة غير معلنة لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، حسب ما ذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية.
وسيلتقي الوزير العماني نظيره الإيراني محمد جواد ظريف “لبحث التعاون الثنائي”.
ولم يتطرق المصدر إلى مدة الزيارة أو تفاصيل أخرى عن فحواها.
وسبق لبن علوي أن التقى ظريف في 17 يناير الجاري، في العاصمة العمانية مسقط، أثناء عودة الأخير إلى طهران قادمًا من الهند.
كما سبق للوزير العُماني أن أجرى زيارة إلى إيران للمشاركة في “منتدى طهران للحوار” مطلع الشهر الحالي.
وخلال المنتدى، قال بن علوي، في تصريحات، إن بلاده تملك علاقات مهمة مع الجانبين الإيراني والأميركي، وإنها تسمع من الطرفين.
كما تتزامن زيارة الوزير العماني مع التوتر غير المسبوق مع الولايات المتحدة على خلفية مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وحادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخ إيراني.
وتؤكد دول المنطقة أن إيران مطالبة بتقديم ضمانات للالتزام بالحفاظ على استقرار منطقة الشرق الأوسط، في ضوء استمرار طهران في إطلاق تهديداتها وسلوكياتها الاستفزازية لأمن الخليج والمنطقة العربية برمّتها.
وشهدت المنطقة خلال الشهر الجاري، تصعيدا خطيرا بين الولايات المتحدة وإيران، عقب إقدام الأولى على قتل سليماني، بغارة جوية في العاصمة العراقية بغداد، ورد الأخيرة بإطلاق صواريخ باليستية على قاعدتين تستضيف جنودا أميركيين في العراق.
وأثارت تلك المواجهة العسكرية غضبا شعبيا وحكوميا في العراق، وسط مخاوف من تحول البلد إلى ساحة نزاع مفتوحة بين واشنطن وطهران.
وتوجّهت الدول الغربيّة مرارا إلى مسقط لتطلب منها العمل كوسيط، ليس في النزاعات الإقليميّة فحسب، وإنما في القضايا الدولية أيضا.
وساعدت سلطنة عمان في جهود وساطة خلال محادثات سرية بين الولايات المتحدة وإيران في عام 2013 أدت إلى الاتفاق النووي التاريخي الذي تم توقيعه بعد ذلك بعامين.
وتوسطت عمان أيضا بين طهران وواشنطن لإطلاق سراح سجناء، بما في ذلك إطلاق سراح ثلاثة أميركيين سجنوا في إيران للاشتباه في كونهم جواسيس بعدما ضلوا طريقهم عبر الحدود عام 2009.
العرب