كشفت مصادر من إدارة التسويق بالمؤسسة الوطنية الليبية للنفط التابعة لحكومة الوفاق الوطني، لـ”العربي الجديد”، أن الإنتاج تراجع، صباح أمس، إلى معدلات قياسية غير مسبوقة منذ ثلاث سنوات، محذرة من أن استمرار إغلاق الموانئ سيدفع نحو هبوط التصدير إلى “صفر”.
وقال المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، إن “الحقول البحرية إنتاجها محدود، وبالتالي فإن إنتاج ليبيا من النفط انخفض من 1.3 مليون برميل يومياً إلى أقل من 100 ألف”.
وفي المقابل، دعت السفارة الأميركية في ليبيا، أمس، إلى استئناف عمليات مؤسسة النفط الليبية (حكومية) بعد أيام من توقفها، محذرة من “تفاقم حالة الطوارئ الإنسانية” في البلاد.
وقالت السفارة في تغريدة على تويتر: “نشعر بقلق بالغ من أن يؤدي إيقاف عمليات مؤسسة النفط الوطنية، إلى تفاقم حالة الطوارئ الإنسانية في ليبيا، والتسبب بمزيد من المعاناة غير الضرورية للشعب الليبي”. وأضافت: “يجب استئناف عمليات المؤسسة الوطنية للنفط على الفور”.
وأخيرا اقتحمت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر حقولا نفطية في مناطق تقع تحت سيطرته في شرقي البلاد وأوقفت التصدير منها، فيما تدير تلك المنشآت مؤسسة النفط التابعة لحكومة الوفاق، التي لا يعترف المجتمع الدولي بغيرها مسوقا للنفط الليبي.
وتعتمد 95 في المائة من موازنة ليبيا على الإيرادات النفطية، ويخصص أكثر من نصف الميزانية لرواتب موظفي القطاع العام والدعم الحكومي لعدد من المنتجات، من بينها الوقود وخدمات مثل العلاج في المستشفيات بالمجان.
وفي هذا السياق، أكد الباحث الاقتصادي وئام المصراتي، لـ”العربي الجديد”، أن إيقاف المحرك الأساسي للاقتصاد الليبي سيفاقم الأوضاع المعيشية.
وطالب بضرورة إبعاد النفط عن الصراعات السياسية لأنه ملك للشعب الليبي وليس لفئة بعينها، مضيفاً أن معدلات الفقر ستواصل ارتفاعها في البلاد.
ومن جانبه، قال أستاذ الاقتصاد بجامعة طرابلس علي المبروك، لـ”العربي الجديد”، إن الاقتصاد الليبي عانى من إغلاق الحقول النفطية خلال السنوات السابقة، ما تسبب في خسائر مالية للدولة تناهز 150 مليار دولار، وأدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد.
وأكد رئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، فائز السراج، في تصريحات، أول من أمس، إن البلاد ستواجه وضعًا كارثيًا في حال استمرار إغلاق المنشآت النفطية، الذي أدى إلى وقف إنتاج الخام تقريبا.
وقال السراج إنه يرفض مطالب حفتر بربط إعادة فتح الموانئ بإعادة توزيع إيرادات النفط على الليبيين، مشيرا إلى أن الدخل في النهاية يعود بالفائدة على البلد بأكمله. وأضاف أن هذا الوضع سيكون كارثيا في حالة استمراره. وردا على سؤال عما إذا كان يرغب في أن تضغط الدول الأجنبية على حفتر حتى ينهي حصاره للموانئ النفطية، قال “آمل أن الأطراف الدولية الخارجية تعرف عمق المشكلة… بعض الأطراف الخارجية وعدوا بأن يتابعوا الملف”.
وبلغ إنتاج ليبيا كمتوسط عام 2019، نحو 1.1 مليون برميل يوميا، صعودا من 951 ألفا في 2018، وفق بيانات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، الأسبوع الماضي.
العربي الجديد