شهدت أسعار النفط، اليوم الأربعاء، تراجعاً في وقت كانت فيه توقعات وكالة الطاقة الدولية، تشير إلى “وجود فائض بالسوق حتى النصف الأول من العام الحالي”، هي كافية لإزاحة المخاوف بشأن تعطّل ناجم عن عمليات عسكرية، أدّى إلى خفض إنتاج ليبيا من الخام.
وهبط خام برنت 30 سنتاً أو ما يعادل 0.5% إلى 64.29 دولاراً للبرميل، بعد أن نزل 0.3% أمس، وتراجع الخام الأميركي 33 سنتاً أو 0.6% إلى 58.05 دولاراً للبرميل، بعد أن انخفض 0.3% في اليوم السابق.
بدوره قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، “أسواق النفط تفاعلت على نحو محدود مع أحداث مثل ليبيا، بسبب الاستقرار الذي تضمنه (أوبك +)”.
وحول العلاقة بين روسيا وأوبك ذكر الوزير السعودي، أنه “يرحب بإعادة تعيين وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك”، مضيفاً أن هذا “مهم للتعاون السعودي والروسي ضمن مجموعة (أوبك +)”.
وصرّح الأمير عبد العزيز لـ(رويترز)، بعد اجتماع مع كيريل ديميتريف رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري، “أنا سعيدٌ جداً لتمديد ولايته في المنصب”.
ويعتبر ديميتريف أيضاً أحد المهندسين الرئيسيين لاتفاق روسيا للانضمام إلى التخفيضات الإنتاجية لأوبك في 2017.
من جانبه قال فاتح بيرول مدير وكالة الطاقة الدولية، “إنه يتوقع أن تشهد السوق فائضاً بمقدار مليون برميل يومياً في النصف الأول من العام الحالي”.
وأضاف بيرول لمنتدى رويترز غلوبال ماركتس، بينما كان يحضر المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، “أتوقع وفرة في إمدادات الطاقة من حيث النفط والغاز”.
البرازيل تعتزم بدء الانضمام إلى أوبك
على صعيدٍ متصل صرَّح وزير الطاقة البرازيلي بنيتو ألبوكيركي، اليوم الأربعاء، أن بلاده “ستبدأ مباحثات بشأن الانضمام إلى منظمة البلدان المصدرة البترول (أوبك) خلال زيارة يقوم بها إلى السعودية في يوليو (تموز)”.
وقال الوزير لوكالة (رويترز)، “سأقوم بزيارة السعودية في منتصف العام الحالي، حينها يمكننا بدء المباحثات”، مضيفاً أن البرازيل “لن تنضم إلى أوبك هذا العام”.
وطرح الرئيس البرازيلي فكرة الانضمام إلى أوبك في أكتوبر (تشرين الأول)، لكنها لم “تلق ترحيباً” من القطاع، إذ يخشى المنتجون أنه سيتعين على البرازيل الالتزام بتخفيضات الإنتاج التي اتفقت عليها أوبك ومنتجون آخرون.
وحين سُئل إذا كانت بلاده ستكبح الإنتاج تمشياً مع شروط “أوبك”، أجاب الوزير “الأمر مرهون بالمفاوضات. يجب أن نبدأ مباحثات”.
وقال، “السعودية تتولى رئاسة مجموعة العشرين. سأكون هناك في يوليو (تموز)، وحينها يمكن أن نبدأ المحادثات، يجب أن نبدأ المناقشات بشأن الانضمام إلى أوبك”.
ويشهد إنتاج البرازيل من النفط وصادراتها نمواً، وأضاف ألبوكيركي أن عام 2020 سيكون عاماً أفضل للبرازيل، وقدر أن يبلغ الإنتاج 3.5 مليون برميل يومياً ارتفاعاً من 3.1 مليون برميل في 2019.
وتهدف البرازيل لتصدير نحو 1.4 مليون برميل يومياً في 2020 ارتفاعاً من 1.1 مليون برميل في 2019، إضافة إلى التوسع في جهود التنقيب.
وقال ألبوكيركي، إن البرازيل تهدف إجمالاً لإنتاج 4.3 مليون برميل من المكافئ النفطي يومياً هذا العام، أي بزيادة نحو 13 بالمئة عن العام الماضي.
وأضاف، “سنزيد أيضاً عمليات التنقيب عن النفط والغاز. سنواصل المزادات وخططنا لإجراء ثلاث مزادات في 2020”.
وتابع أن بلاده “راضية عن سعر برنت الحالي البالغ نحو 64 دولاراً للبرميل”، ووصفه بأنه “عادل”.
أرامكو تعزز نشاطها في الغاز المسال
إلى ذلك قالت أربعة مصادر، “إن أرامكو لتجارة المنتجات البترولية (أرامكو للتجارة)، الذراع التجارية لشركة النفط السعودية العملاقة أرامكو السعودية، باعت شحنة غاز مسال إلى إس – أويل الكورية الجنوبية، إذ تتطلع الشركة لتعزيز نشاطها للغاز المسال”.
وأضافت المصادر، “أن الشحنة جاهزة للتسليم في أوائل مارس (آذار)، وجرى تداولها على أساس التسليم في ميناء الوصول”.
وقال مصدران، “الشحنة بيعت عند نحو 4.40 إلى 4.60 دولار للمليون وحدة حرارية بريطانية”، على الرغم من أنه لم يتسن التأكد من هذا حتى الآن. ولا تعلق الشركات عادة على الصفقات الفورية.
وأرامكو فيما وراء البحار، الوحدة التابعة لأرامكو السعودية، مساهم كبير في إس – أويل، وهي ثالث أكبر شركة تكرير في كوريا الجنوبية.
وتتطلع أرامكو السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم، لمشاريع في أنحاء العالم للحصول على موطئ قدم قوي في نشاط الغاز العالمي، في مسعاها لأن تصبح فاعلاً كبيراً في مجال الغاز.
وباعت أرامكو للتجارة أولى شحناتها من الغاز المسال في السوق الفورية في أواخر مارس (آذار) من العام الماضي إلى مشترٍ هندي، وتعزز منذ ذلك الحين نشاطها التجاري على نحو تدريجي.
ووقعت اتفاقاً مدته 20 عاماً لشراء الغاز المسال من مرفأ للتصدير تحت الإنشاء بعد في بورت آرثر بولاية تكساس، وتتولى مهمة الإنشاء شركة سيمبرا إنرجي الأميركية. وتُجري أرامكو للتجارة محادثات مع باكستان وبنجلاديش بشأن توريد محتمل للغاز المسال.
كما عينت الشركة مديراً لتجارة الغاز المسال في وقت سابق من العام الحالي، ويعمل بها مسؤول تنفيذي يتولى تطوير الأعمال.
الصخري بين بطء الإنتاج والخسائر
من جهة أخرى، قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، إن إنتاج النفط من سبعة تشكيلات صخرية رئيسة في الولايات المتحدة من المتوقع أن يرتفع بنحو 22 ألف برميل يومياً في فبراير (شباط) إلى مستوى قياسي جديد عند نحو 9.2 مليون برميل يومياً.
وأضافت إدارة المعلومات، في توقعات شهرية، من المنتظر أن يزيد الإنتاج من حوض برميان في تكساس ونيو مكسيكو، وهو أكبر التشكيلات الصخرية، بمقدار 45 ألف برميل يومياً ليصل إلى مستوى قياسي عند 4.80 مليون برميل يوميا.
ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج من منطقة باكن في نورث داكوتا ومونتانا بنحو خمسة آلاف برميل يومياً إلى ذروة جديدة عند نحو 1.53 مليون برميل يومياً.
ومنطقتا برميان وباكن هما المحركان الأكبر لطفرة النفط الصخري التي ساعدت في جعل الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم، متقدمة على السعودية وروسيا.
لكن، معدل النمو تباطأ مع قيام منتجين نفطيين مستقلين بخفض الإنفاق على عمليات الحفر الجديدة، واستكمال الآبار والتركيز بدلا من ذلك على نمو الأرباح.
ومن ناحية أخرى، قالت إدارة معلومات الطاقة، إن من المتوقع أن “تحدث انخفاضات في الإنتاج في أحواض إيجل فورد ونيوبرارا وأناداركو”.
اندبنت العربي