هل تؤثر محاكمة ترامب على فرص إعادة انتخابه؟

هل تؤثر محاكمة ترامب على فرص إعادة انتخابه؟

تختلف محاكمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجارية في مجلس الشيوخ بصورة أساسية عن تلك التي تعرض لها الرئيس السابق بيل كلينتون عام 1998 في نقطة محورية شديدة الأهمية.

ومحور الاختلاف مصدره أن محاكمة كلينتون جاءت قبل سنتين من انتهاء مدة حكمه الثانية، أما ترامب فتأتي محاكمته مع بداية العام الرابع والأخير في فترة حكمه الأولى، وقبل خوض انتخابات يرغب في الفوز بها ويفصلنا عنها أقل من عشرة أشهر.

وبهذا الشأن، أظهر استطلاع للرأي -أجرته جامعة مونماوث على عينة من 903 ناخبين الفترة من 16 إلى 20 من الشهر الجاري- رغبة 49% من المستطلعين في عزل الرئيس مقابل معارضة 48% وتردد 3% منهم.

مواجهة التحديات
ويستغل ترامب المحاكمة لتذكير قاعدته الانتخابية بحجم التحديات التي تواجهها حملة إعادة انتخابه، ويهدف كذلك لجمع أكبر قدر من التبرعات المالية.

وفي دعاية انتخابية إلكترونية وصلت للملايين من الناخبين، قال الرئيس “نحن نعيد السلطة لكم، للشعب الأميركي. وبمساعدتكم وبعطائكم سنستمر في العمل وسنستمر في القتال وسنستمر في الفوز”.

ويبدو أن الدعاية قد آتت أكلها، فها هي لاسلي كوميك تقول “ترامب سيصنع التاريخ مرتين، الأولى كونه يتعرض للمحاكمة الظالمة التي نشاهدها حاليا، والثانية أنه سيدخل التاريخ كأول رئيس يُعاد انتخابه على الرغم من محاولة عزله ومحاكمته”.
اعلان

وأضافت كوميك في حديثها للجزيرة نت “لقد عكس تصويت المجلس أول أيام المحاكمة وحدة قوية بين الأعضاء الجمهوريين مما يُؤمن الرئيس ضد أي ألعاب سياسية من جانب الديمقراطيين. لقد عكس تصويت مجلس الشيوخ قوة ووحدة الجمهوريين خلف ترامب”.

انتحار سياسي
ويعتبر ترامب أن ما قام به الديمقراطيون ضده غير دستوري وهو بمثابة “انتحار سياسي” وينبع من الحقد والحسد والغضب لديهم، نافيا مجددا ارتكاب أي خطأ.

ويعتمد دفاع الجمهوريين داخل المحاكمة استدعاء انتخابات الرئاسة مرارا، إذ يكرر فريق الدفاع أن هناك انتخابات رئاسية بعد أشهر، وعلى الكونغرس ترك الشعب يقول كلمته حول مستقبل ترامب، وألا يحاول الاستئثار بهذه القرار.

وعبر هانس نويل أستاذ السياسة بجامعة جورج تاون في لقاء صحفي عن رؤية سلبية على حظوظ ترامب بالانتخابات القادمة، وقال “من المؤكد أن تكون لمحاكمة مجلس الشيوخ للرئيس تأثيرات على الكثير من الناخبين بانتخابات 2020 الرئاسية”.

وأضاف أنه حتى لو نتج عن المحاكمة تبرئة ترامب، فإن اسمه يبقى مرتبطا بارتكاب جرائم وانتهاكات للقانون “وقد يدفع ذلك البعض من ناخبيه للتخلي عنه”.

لكن المحلل السياسي مايكل إيزيكوف اختلف مع ما ذكره نويل، وأكد للجزيرة أن “نسب دعم ترامب مستقرة ولم تتأثر سلبا أو إيجابا منذ بدء التحقيقات الخاصة بقضية أوكرانيا قبل ثلاثة أشهر وحتى الآن”.
اعلان

وعادت المواطنة كوميك (وهي مناصرة للحزب الجمهوري) لتقول إن ترامب يتمتع بأفضلية في ثلاث نقاط أساسية تهم الناخب: أولا القضايا الاقتصادية، واتساق أفعاله مع وعوده الانتخابية، وأخيرا طبيعة منافسيه الضعيفة.

إنجازات
ورغم سريان المحاكمة، فإن الجمهوريين يركزون على الإنجازات التي حققها ترامب خلال فترة حكمه، ومنها أن سوق الأسهم حقق ارتفاعا قياسيا بلغ 60% مقارنة بمعدلاتها يوم وصل للحكم، كذلك بقيت نسب البطالة في أقل درجتها انخفاضا خلال العقود الأخيرة واستقرت عند 3.5%.

كذلك تتمتع السياسات الحمائية -التي صاحبت حربه التجارية على الصين وكبار شركاء واشنطن الاقتصاديين- بشعبية تخطت الانتماء الحزبي.

خارجيا -وكما وعد ناخبيه- قام ترامب بنقل سفارة بلاده بمدينة القدس التي اعترف بها عاصمة لإسرائيل، كما أنه نفذ تهديده بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وهو ما يعضد مصداقيته وسط قواعده الانتخابية اليمينية.

محمد المنشاوي

الجزيرة