قال الكاتب وليام غريتن -في تقريره الذي نشرته مجلة “ذا ويك” الأميركية- إن التأثير التجاري لفيروس كورونا أصبح وخيما بشكل متزايد الأيام الأخيرة، حيث أوقفت الشركات الكبرى عملياتها التجارية في الصين.
ويتوقع المحللون أن تفشي المرض يمكن أن يمثل “حدث البجعة السوداء” وهو مصطلح يستخدم لوصف حدث غير متوقع له عواقب وخيمة وغير متوقعة على الاقتصاد العالمي.
وانتشر الفيروس ليصيب أكثر من 9800 شخص حول العالم، ليتخطى إجمالي حالات الإصابة من وباء سارس عامي 2002 و2003 ويودي بحياة 213 شخصا جميعهم في الصين.
وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية الخميس أن تفشي فيروس كورونا -الذي قتل 212 شخصا بالصين- أصبح حالة طوارئ عالمية، في حين تجاوز عدد حالات الإصابة حول العالم 8100.
وفي ظل الوضع الراهن، سيكون اقتصاد الصين الأكثر تضررًا جراء تفشي المرض، يقول الكاتب.
ونظرا لأهمية الصين المركزية للتجارة الدولية باعتبارها دولة مصدرة وموردة على نحو متزايد، فإن الشركات في جميع أنحاء العالم تشعر بالقلق حيال هذا الوضع.
استجابة الشركات
الثلاثاء، أعلنت آبل عن تحقيق أرباح قياسية بلغت 91.8 مليار دولار خلال الربع الذي انتهى في 28 ديسمبر/كانون الأول، لكن لا يمكن التنبؤ بكيفية عمل الشركة خلال الأشهر القليلة المقبلة في ظل تفشي فيروس كورونا، يقول الكاتب.
ووفق الكاتب تأثرت آبل من هذه الأزمة لأنها تحصل على أغلب المكونات من البائعين الصينيين، وهو ما يعكس أهمية المصانع الصينية في صناعة التكنولوجيا في العالم.
وأفاد بأن الكازينوهات وصناعة المعادن شهدت انخفاضا في أسعار الأسهم، وأصبحت مصانع السيارات فارغة. وباعتبارها ناقلات محتملة لهذا الوباء العالمي، تضررت شركات الطيران بشكل كبير.
وعلى الصعيد الدولي، أعلنت الخطوط الجوية البريطانية “بريتيش إيرويز” الأربعاء عن تعليق جميع الرحلات الجوية من وإلى البر الرئيسي للصين، إلى جانب كل من لوفتهانزا والخطوط السويسرية والخطوط النمساوية.
من جهتها، أعلنت الخطوط الملكية الهولندية والخطوط المتحدة وإنديغو عن محدودية خدماتها، في حين قامت كاثي باسيفيك بخفض عدد رحلاتها إلى هونغ كونغ إلى النصف.
كما أغلقت محلات تجار البيع بالتجزئة في جميع أنحاء الصين بسبب عزل المستهلكين في منازلهم، وخوف أصحابها على الموظفين.
وتنقل المجلة عن فايننشال تايمز أن ستاربكس أغلقت ما يقارب نصف منافذها البالغ عددها 4300 في البلاد، في وقت أغلقت مئات مطاعم ماكدونالدز وعشرات متاجر إتش أند إم ويونكلو أبوابها.
التأثير على الصين
قال الكاتب إن تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد الصيني مضاعف. أولاً لكون المستهلكين الصينيين أنفقوا أكثر من تريليون يوان (145 مليار دولار) موسم العطلات الماضي على التسوق وتناول الطعام والترفيه والسفر، في حين تراجع الإنفاق هذا العام بنسبة كبيرة، وثانيًا سوف يبقى الموظفون متوقفين عن العمل مدة طويلة.
وبحسب تقرير المجلة قد تتأثر الشركات الكبرى مثل تينسنت وهواوي وعلي بابا أيضا، حيث ستبقى المكاتب الرئيسية مغلقة.
ونقل الكاتب عن الخبير الاقتصادي باتريك بيريت غرين أن الأضرار التي لحقت بنمو الصين قد تكون حادة “إذ لن يكون هناك انتعاش سريع. لقد أصبحت الصين الآن والاقتصاد العالمي في وضع حرج للغاية”.
كما توقع تشانغ مينغ الخبير الاقتصادي بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية أن تأثير فيروس كورونا على النمو قد يتجاوز تأثير فيروس سارس -ربما أقل بنسبة 5%- ومن المرجح أن تنفذ بكين تدابير تحفيزية للتصدي لهذا الوباء.
الثقة في السوق
أكد الكاتب أن تباطؤ الاقتصاد الصيني يمثل مشكلة للاقتصاد العالمي، فمع حلّ الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين جزئيًا، كان يتوقع حدوث تحسن متواضع بحلول عام 2020. لكن إذا فشلت الحكومات في السيطرة على هذا الوباء، يمكن اعتبار فيروس كورونا بمثابة حدث “البجعة السوداء” لاقتصاد الصين والاقتصاد العالمي على حد سواء.
كما استجابت أسواق الأسهم -يضيف الكاتب- في جميع أنحاء العالم للمخاوف الاقتصادية المتنامية، حيث شهدت انخفاضات كبيرة، في وقت لم تكن الأسواق تتوقع انتشار هذا المرض بهذه الدرجة.
المصدر : الصحافة الأميركية