قال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن أكثر من 142 ألف شخص قد فروا شمال غربي سوريا خلال الأيام الأربعة الماضية فقط.
وذكر المكتب في تغريدة على موقع تويتر نقلا عن مصادر ميدانية أن الوضع الإنساني حرج في ظل استمرار القتال والشتاء القاسي وتفاقم الاحتياجات.
وأوضح المكتب أن عدد النازحين في المنطقة تجاوز الـ800 ألف شخص منذ مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، 60% منهم أطفال، وبعضهم وافتهم المنية بسبب البرد القارس.
وبحسب المصادر، فإن النساء والأطفال يشكلون 81% من عدد النازحين الجدد، وهم الأكثر تضررا ومعاناة.
ومن بين النازحين الـ800 ألف، 550 ألف شخص فروا إلى مناطق داخل إدلب، مثل الدانا ومعرة مصرين، في حين فر أكثر من 250 ألف شخص إلى مناطق شمالي حلب، من بينها عفرين وإعزاز وجندريس والباب.
من جهته، قدر مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن نحو 82 ألف شخص ينامون في العراء.
وأفاد المكتب بأن “هناك حاجة ماسة للملاذات في وقت يتكدس الملايين في مناطق صغيرة غير معدة للتعامل مع هذا العدد الكبير من الناس، خصوصا في الشتاء البارد”.
ووصف الوضع في إدلب بأنه “بين أسوأ” الأزمات التي مرت على مدى الحرب المستمرة منذ تسع سنوات.
الملاذ الأخير
وتضم منطقة إدلب وأجزاء من محافظة حلب المجاورة نحو ثلاثة ملايين شخص، نصفهم نازحون من مناطق أخرى في البلاد.
وتحولت هذه المناطق خلال السنوات الأخيرة إلى ملاذ للأشخاص الفارين أو أولئك الذين تم إجلاؤهم من مناطق أخرى في سوريا كانت تخضع لسيطرة المعارضة، ومع الهجوم على إدلب لم يبق لهؤلاء مكان يهربون إليه.
وشوهدت في إدلب قوافل العائلات التي كدست أمتعتها على متن شاحنات وهي تتنقل في محافظة إدلب وسط الشتاء القارس.
وينام كثيرون في السيارات والحقول رغم تساقط الثلوج وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، مما يعزز المخاوف من وقوع كارثة إنسانية.
يذكر أن النزاع في سوريا أسفر عن مقتل أكثر من 380 ألف شخص منذ اندلاعه عام 2011 عقب قمع النظام المظاهرات التي خرجت للمطالبة بإصلاحات.
ونزح أكثر من نصف سكان سوريا حتى الآن، في حين تسبب الهجوم الأخير للنظام على آخر معقل للمعارضة في البلاد بارتفاع هذه الأعداد مجددا.
المصدر : وكالات