بغداد – سقطت عدة صواريخ قرب السفارة الأميركية في بغداد في الساعات الأولى من صباح الأحد، حسبما أفاد مصدر عسكري، من دون أن يتضح ما إذا كان الهجوم أدّى إلى وقوع أضرار أو إصابات.
وقال متحدث باسم التحالف بقيادة الولايات المتحدة إن صواريخ ضربت مقرا للتحالف في بغداد في وقت مبكر من صباح الأحد لكنها لم تسفر عن وقوع إصابات في أحدث هجوم يستهدف منشآت أميركية في العراق.
ولم تتبن أي جهة الهجوم الصاروخي قرب السفارة الأميركية الأحد، علما أن واشنطن تتّهم الفصائل الشيعية المسلّحة والمقرّبة من إيران بالوقوف خلف الضربات التي تستهدف جنودها ومقرّاتها.
ويأتي الهجوم بعد ساعات من إعلان قيادي في جماعة “حركة النجباء”، الفصيل الشيعي المسلّح والمدعوم من إيران، عن “بدء العد التنازلي لتحقيق السيادة والرد على قوات الاحتلال الأميركي عسكريا”.
ونشرت الجماعة على تويتر فيديو وصور لما قالت انها آلية أميركية مرفقة بعبارة “اننا اقرب اليكم مما تتصورون”.
وأفادت خلية الإعلام الأمني بقيادة العمليات المشتركة بالعراق صباح الأحد بسقوط أربعة صواريخ كاتيوشا على المنطقة الخضراء ومقر للحشد الشعبي في بغداد.
وأشار البيان إلى أن “أربعة صواريخ نوع كاتيوشا سقطت في بغداد الليلة الماضية، ثلاثة منها داخل المنطقة الخضراء، فيما سقط الرابع في مقر الدعم اللوجستي للحشد الشعبي بجانب بناية كلية الشرطة في شارع فلسطين، ما أدى إلى أضرار بعجلة وخيم ومواد احتياطية دون خسائر بشرية”.
وسمع فجر الأحد أصوات دوي عدة انفجارات في العاصمة العراقية تبعها أصوات تحليق طائرات في سماء المنطقة، لكن الإستهداف المزدوج للحشد والمقرات الأميركية معا أثار التساؤلات حول منفذه.
ودوّت أصوات صفارات الإنذار في أنحاء مجمع السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء المحصّنة، وفقا لمصدر أميركي ولدبلوماسي يقيم في منطقة قريبة.
وقال المتحدث باسم التحالف الدولي عبر موقع تويتر “يؤكد التحالف، سقوط صاروخ صغير، يوم 16 فبراير في تمام الساعة 3.24 (بتوقيت العراق)، على القاعدة التي يوجد بها قوات في العراق، في المنطقة الدولية، دون وقوع خسائر بشرية، والتحقيق مستمر بالحادث”.
واستهدف هجوم الشهر الماضي مجمع السفارة الأميركية نفسه كما أسفر هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية في الشمال في ديسمبر عن مقتل متعاقد مدني أميركي.
وأصبحت الأراضي العراقية في الأشهر الماضية مسرحا لتصاعد التوتر بين إيران وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقتلت الولايات المتحدة القائد العسكري الإيراني البارز قاسم سليماني ومعه القيادي في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في ضربة بطائرة مسيرة في بغداد الشهر الماضي مما أثار مخاوف في المنطقة من نشوب صراع شامل بين الجانبين.
وردا على قتل سليماني شنت إيران أول هجوم صاروخي مباشر لها على قاعدتين في العراق تضمان قوات أميركية .
ويواجه العراق أيضا أزمة داخلية غير مسبوقة مع استمرار احتجاجات مناهضة للحكومة منذ أشهر.
وعلى الرغم من أن أعداد المتظاهرين تراجعت عن مئات الآلاف الذين خرجوا للشوارع في أكتوبر ، إلا أن المحتجين لا يزالون يطالبون بتغيير شامل للنظام السياسي في البلاد وللنخبة الحاكمة التي يقولون إنها فاسدة.
وقال رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي السبت إن تشكيل حكومة جديدة سيتم خلال الأسبوع الجاري.
وأضاف على تويتر “اقتربنا من تحقيق إنجاز تاريخي يتمثل بإكمال كابينة وزارية مستقلة من الأكفاء والنزيهين من دون تدخل أي طرف سياسي، وسنطرح أسماء هذه الكابينة خلال الأسبوع الحالي إن شاء الله بعيدا عن الشائعات والتسريبات، ونأمل استجابة أعضاء مجلس النواب والتصويت عليها من أجل البدء بتنفيذ مطالب الشعب”.
وهيمنت أحزاب شيعية مدعومة من إيران على أغلب المناصب الوزارية ومؤسسات الدولة منذ إطاحة غزو قادته الولايات المتحدة بصدام حسين في 2003.
العرب