أثارت مشاهد تقبيل ولعق الأضرحة في المزارات الدينية في إيران، صدمة وغضبا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في إيران وخارجها، وخصوصا لدى الناشطين العرب الذين اعتبروا أن هذه الممارسات هي التي ساهمت في نشر فايروس كورونا في الدول العربية، وهي أيضا ما يبني عليه النظام الإيراني استمراريته لهذا يصمت عليها.
طهران – انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، لإيرانيين يتحدون انتشار فايروس كورونا، عن طريق “لعق” الأضرحة، في مشاهد أثارت الدهشة والغضب في إيران وخارجها، لاسيما بعد ارتفاع أعداد ضحايا الفايروس بشكل خطير.
وتظهر المقاطع المصوّرة عددا من الزائرين لمدينة قم يعمدون إلى “تقبيل ولعق” الأضرحة في المزارات الدينية، معتقدين أنهم بذلك يتحدّون فيروس كورونا.
وتضمّن أحد الفيديوهات رجلا زعم أنه ينتمي إلى قوات الباسيج، يقول “لا آبه بكورونا، يقولون إن هذا الضريح قد ينقل لنا الفايروس، بسبب احتمال أن يكون مصاب ما قد لمسه في وقت سابق، لكنني لا أكترث، أريد أن أصاب إذاً”.
وفي مقطع آخر ظهر طفل يقوم بتقبيل ولعق الضريح، مع تعليق لوالده يقول “أنا وأبنائي نريد أن ينتقل لنا فايروس كورونا من ضريح الإمام الرضا”.
واستنكر ناشطون أن يزج أب بأبنائه في هذه الممارسات، بدلا من حمايتهم وتوعيتهم، وقالت مغردة موجهة كلامها إلى والد الطفل المستهتر:
نــادية الــحربي🇸🇦
الابناء نعمه .. مايستحق هالنعمه .. لو كان هناك حماية اسريه وحقوق الطفل ..
كان سحبوه منك .. وحماه الله من ابوتك وجهلك والامراض
See نــادية الــحربي🇸🇦’s other Tweets
وأثارت تلك المشاهد غضبا واسعا على مواقع التواصل، وخصوصا لدى الناشطين العرب الذين اعتبروا أن هذه الممارسات، لم تؤذ فقط المواطنين الإيرانيين، لكنها أيضا كانت السبب في نشر الفايروس في الدول العربية، حيث ذكرت تقارير السلطات الرسمية في كل من العراق والبحرين والكويت ولبنان أن المصابين الذين أثبتت الفحوصات إصابتهم بالمرض جميعهم قدموا من إيران، واعتبر الناشطون أن هذه المشاهد توحي أنها تجري في العصر الظلامي، واقترح البعض أن يتم عزل إيران عن الدول وإلا سيبلغ انتشار الفايروس مستويات قياسية، فالصين تعمل جاهدة لإبادة الوباء وإيران تغذيه.
وكتب ناشط:
Alnory_24@
إنهم يعرفون أنفسهم أنهم مصابون وهم يتعمّدون نشر الفايروس.
وقال آخر:
لو هناك دولة تحترم مواطنيها لقدم أمثال هؤلاء الى المحاكم !؟
وتضاربت أعداد المتوفين بين وزارة الصحة الإيرانية وأعداد أخرى أعلنتها “بي.بي.سي” القسم الفارسي. التي كشفت عن وفاة 210 أشخاص على الأقل بحسب مصادر طبية إيرانية وهو رقم رفضته الصحة الإيرانية، بينما يشير ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أعداد أكبر ذلك، حيث تفرض السلطات قيودا على الصحافيين الذين يحاولون إجراء تغطية عن الموضوع، وفق ما أكدت منظمة مراسلون في تقرير لها الأسبوع الماضي.
وساهم التعتيم الإعلامي في زيادة انتشار الفايروس لتتصدر إيران قائمة الدول التي شهدت أعلى حالات وفاة بعد الصين حيث منشأ الفايروس.
ويقول روّاد الشبكات الاجتماعية، إن هذه المشاهد ترضي السلطات التي تحكم قبضتها على البلاد، بفضل الجهل والتفسيرات الدينية المتشددة، وقدسية العمائم، وكتب أحدهم:
Mr_Amr_Mansour@
يربون أجيالا من المغيبين والجهلاء لضمان استمرار سيطرتهم على السلطة.
وأكدت ناشطة أن هذه الأفكار هي الوقود التي يغذي بها النظام الإيراني حروبه في المنطقة العربية، وكتبت:
hibashookari@
لا ننسى أنهم يموّلون حروبهم الطائفية عن طريق هذه المراقد فهي بمثابة سياحة دينية.
العرب