كورونا يهدد النظام السياسي في إيران

كورونا يهدد النظام السياسي في إيران

طهران – عكست تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأربعاء، ما يشبه الاستسلام لفايروس كورونا الذي امتد إلى أغلب الأقاليم، وكشف أن السلطات الصحية في البلاد لم تتعامل مع انتشاره بالجدية الكافية، فضلا عن محدودية الإمكانيات في قطاع بات آخر اهتمامات النظام الذي بدد أموال النفط في المعارك الخارجية.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء إن فايروس كورونا أصاب جميع أقاليم البلاد تقريبا لكن إيران ستتجاوز هذا التفشي “بأقل” عدد من الوفيات.

وذكر الموقع الإلكتروني للرئاسة نقلا عن روحاني خلال اجتماع لمجلس الوزراء “هذا المرض واسع الانتشار. لقد وصل إلى كل أقاليمنا تقريبا، وبشكل ما هو مرض عالمي”.

ووصف متابعون للشأن الإيراني تصريح الرئيس روحاني بأن فيه اعترافا بأن بلاده باتت عاجزة عن مواجهة كورونا، وأن طهران لم تعد تفكر بالتصدي له، وإنما ستكتفي بتسجيل أرقام الضحايا وحث الناس على الدعاء كما دعا إلى ذلك المرشد الأعلى علي خامنئي منذ يومين.

وقال خامنئي “لا تخالفوا توصيات وتعليمات السلطات المسؤولة فيما يتعلق بغسل اليدين والوجه والعيش في بيئة نظيفة وليس (بالحديث عن) إصابة هؤلاء ومنع الإصابة عن أولئك”.

وكانت منظمة الصحة العالمية، أعلنت، الثلاثاء، أن كورونا بات مترسّخا في إيران، محذّرة بأن قلة التجهيزات الوقائية لعمال الرعاية الصحية يعقّد جهود احتواء تفشي الفايروس.

وقال المتابعون إن الانتشار السريع لكورونا كشف عجز السلطات عن فعل أي شيء لوقفه، وأن الحديث عن تطور القطاع الصحي في البلاد لم يكن سوى بروباغندا لنظام ظل يوهم الإيرانيين بأنه نظام يستمد مشروعيته من قوى خفية وأنه فوق النقد ليكتشفوا مع مرور السنين أنه نظام فاسد وأن أمنهم آخر اهتماماته، وهو ما يفسر توسع دائرة الغضب بين الفئات التي كانت داعمة له ومرددة لشعاراته.

2922 إصابة بفايروس كورونا وفق الأرقام الحكومية الإيرانية

وأصدرت الرئاسة الإيرانية قرارا بمنع مسؤولي الحكومة والدولة من السفر إلى خارج البلاد حتى إشعار آخر، في إطار جهود مكافحة انتشار الفايروس.

وذكرت وكالة الطلبة الإيرانية، أن نائب الرئيس إسحاق جهانغيري، أصدر تعميما حول العاملين في المؤسسات المرتبطة بالحكومة ضمن تدابير منع تفشي كورونا.

ووفق التعميم، يمنع سفر جميع العاملين في المؤسسات الحكومية إلى خارج البلاد للمشاركة في المؤتمرات والفعاليات الدولية، باستثناء موظفي وزارة الخارجية.

ويشترط التعميم على العاملين في الدولة الحصول على إذن من أجل السفر إلى الخارج، كما سيتم إخضاع العائدين من السفر للفحوصات الطبية الضرورية.

وعجز النظام ليس فقط عن حماية الناس بل حتى عن حماية مسؤولين بارزين مثل النائب الأول للرئيس روحاني.

وذكر موقع إيران واير الإخباري نقلا عن “مصدر مطلع” أن إسحاق جهانجيري النائب الأول للرئيس أصيب بفايروس كورونا، الأسبوع الماضي، بعدما شارك في اجتماع حكومي بشأن مكافحة فايروس كورونا حضره أيضا العديد من الوزراء وكبار المسؤولين.

وأصيب العديد من المسؤولين الإيرانيين بالفايروس وتوفي مسؤول كبير يوم الاثنين بعد إصابته بالعدوى. وأعلنت نائبة الرئيس الإيراني معصومة ابتكار عن إصابتها بفايروس كورونا، الأسبوع الماضي.

وكشف تقرير إخباري إيراني إصابة وزير الصناعة الإيراني رضا رحماني بفايروس كورونا، وأنه تم نقل رحماني في البداية إلى مستشفى الإمام الخميني بطهران، ولكن جرى لاحقا نقله إلى مستشفى آخر.

وكانت أنباء سابقة تحدثت عن إصابة 23 من أعضاء مجلس الشورى (البرلمان).

وانتقد روحاني عرضا أميركيا بالمساعدة في مكافحة تفشي الفايروس دون أن يذكر الولايات المتحدة مباشرة.

وفي الأسبوع الماضي قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن بلده عرض مساعدة إيران في مكافحة كورونا.

وقال روحاني “يظهرون بقناع التعاطف (بأن يقولوا) ‘نحن أيضا نريد مساعدة شعب إيران’… إذا كنتم تقولون الحقيقة ارفعوا العقوبات عن الدواء”.

وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية الأربعاء ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن فايروس كورونا إلى 92 بعد تسجيل 15 حالة وفاة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن مساعد رئيس مركز العلاقات العامة والإعلام بوزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي الإيراني كيانوش جهانبور أن عدد الإصابات ارتفع إلى 2922.

وأوضح أنه من بين الحالات التي تم فحصها خلال الساعات الـ24 الماضية، تم تشخيص 586 إصابة جديدة، موضحا أن من بين الإصابات الجديدة 253 إصابة في طهران. كما أعلن أن 552 من المصابين قد تعافوا بالفعل.

وفي محاولة للحد من انتشار الفايروس أعلنت إيران عن إلغاء أنشطة نوادي كرة القدم وإغلاق المدارس والجامعات، فضلا عن إلغاء صلاة الجمعة بهدف منع أيّ تجمعات تساهم في زيادة أعداد المصابين.

وأعلنت السلطات الإيرانية، الثلاثاء، على لسان المتحدث باسم السلطة القضائية غلام حسين إسماعيلي، أنها أفرجت، بشكل مؤقت، عن أكثر من 54 ألف سجين خوفا من تفشّي فايروس كورونا

العرب