بلغ التصعيد بشأن سياسة إنتاج النفط بين السعودية وروسيا حافة الهاوية أمس بإعلان الرياض عزمها ضخ النفط بالطاقة القصوى ورد روسيا بخطط لزيادة الإنتاج، لكن الصورة لم تكن قاتمة بالكامل بعد إشارات إلى أن موسكو لا تستبعد بالمطلق إمكانية التفاهم مع منظمة أوبك.
لندن – فتحت السعودية نيران التصعيد في أسواق النفط بإعلانها أمس أنها ستزيد إمداداتها إلى مستويات قياسية في أبريل المقبل، بعد اتساع خلافها مع موسكو بشأن سياسات الإنتاج في تحالف أوبك+، وبدا أنها ترفض مفاتحات روسية لإجراء محادثات جديدة.
وأدى الصدام بين عملاقي النفط إلى فقدان أسعار النفط لنحو ثلث قيمتها الإثنين، ونشر حالة ذعر في أسواق المال، فاقمت مخاوفها من تداعيات تفشي فايروس كورونا، لتتكبد أكبر خسائرها اليومية منذ الأزمة المالية العالمية قبل 12 عاما.
وقال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لأرامكو إن السعودية سترفع الإمدادات إلى 12.3 مليون برميل يوميا في أبريل القادم للزبائن داخل البلاد وخارجها.
وسرعان ما رد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك بالقول إن كل قيود الإنتاج المرتبطة بالاتفاق مع أوبك ستُرفع اعتبارا من مطلع أبريل المقبل، الأمر الذي يضع البلدين في حرب مفتوحة على الحصص في السوق.
وأكد أن روسيا قادرة على رفع إنتاج النفط بما يصل إلى 300 ألف برميل يوميا وربما 500 ألف، من نحو 11.3 مليون برميل يوميا تنتجها حاليا.
لكن الصورة لم تكن قاتمة، حيث أشار نوفاك إلى أن موسكو لا تزال منفتحة على المزيد من التعاون مع منظمة أوبك لإعادة الاستقرار إلى سوق النفط.
وقال إن “الأبواب لم تغلق” وأن عدم توصل روسيا إلى اتفاق مع أوبك على تمديد خفض الإنتاج “لا يعني أنه لا يمكننا التعاون مستقبلا مع الدول المنضوية في تحالف أوبك+”.
ودفع التوتر والمخاوف العالمية من حرب أسعار النفط، الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إجراء مكالمة هاتفية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لبحث أسواق الطاقة العالمية.
كما تحدث وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين مع سفير روسيا لدى الولايات المتحدة وأكد له أن أسواق الطاقة بحاجة لأن تظل “منظمة” وسط تنامي المخاوف من أن الإنتاج الزائد من السعودية وروسيا قد يتسبب في إفلاس بعض منتجي النفط الصخري الأميركي ذي التكلفة الأعلى.
وتزيد طاقة الإنتاج، التي لوحت بها السعودية بنحو 300 ألف برميل عن طاقتها الإنتاجية القصوى البالغة 12 مليون برميل يوميا، وهو ما يشير إلى أن أرامكو قد تفرج أيضا عن خام من المخزون.
وقد تكون الرياض قد أخذت في حساباتها استئناف الإنتاج من حقول نفط مشتركة مع الكويت، والتي تصل طاقتها القصوى إلى أكثر من 500 ألف برميل يوميا.
وتضخ السعودية حوالي 9.7 مليون برميل يوميا منذ بضعة أشهر. وتخزن مئات الملايين من براميل النفط، ولذلك فإن باستطاعتها توفير إمدادات نفطية بما يفوق طاقتها الإنتاجية.
واستعادت أسعار النفط أمس جانبا من خسائرها بعد إشارة نوفاك إلى أن موسكو مستعدة لمناقشة إجراءات جديدة مع أوبك، في تلويح فعلي بغصن زيتون إلى الرياض.
لكن وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان قابل الفكرة بصدود. وقال “لا أرى مبررا لعقد اجتماعات من شأنها فقط إظهار فشلنا في القيام بما هو مطلوب في أزمة كهذه وتبني الإجراءات الضرورية”.
العرب