تصاعدت وتيرة حرب أسعار النفط بين السعودية وروسيا، إذ أعلنت الرياض رفع مستوى الطاقة الإنتاجية لها إلى 13 مليون برميل يومياً.
وقال رئيس “أرامكو” السعودية، أمين الناصر، إن الشركة تلقت توجيهاً من وزارة الطاقة بزيادة مستوى الطاقة الإنتاجية القصوى بمليون برميل نفط يومياً، لتصل إلى 13 مليوناً، بدلاً عن ما أعلن يوم أمس الثلاثاء برفع الإنتاج إلى 12.3 مليون برميل.
تأتي هذه التطورات بعدما فشل اجتماع “أوبك+” في فيينا الأسبوع الماضي في الوصول إلى اتفاقية مع الجانب الروسي لمواجهة التطورات الحاصلة في الأسواق النفطية، حيث دعت السعودية خلال الاجتماع إلى خفض إضافي لمواجهة التراجع الكبير في الأسعار على خلفية انتشار فيروس كورونا المستجد، لكن موسكو رفضت ذلك.
وجاءت الخطوة بعد يوم من إعلان السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، زيادة إنتاجها بشكل كبير إلى 12.3 مليون برميل يومياً في أبريل (نيسان) من مستوى 9.8 مليون برميل الحالي.
وتحتفظ السعودية باحتياطات استراتيجية من عشرات ملايين البراميل من النفط الخام، ومن المتوقع اللجوء إليها لتغطية كمية النفط التي تفوق طاقتها الإنتاجية القصوى الشهر المقبل، وهي 300 ألف برميل يومياً.
وكانت مجموعة “أوبك”، بقيادة السعودية، وروسيا ودول نفطية أخرى، قامت في السنتين الماضيتين بخفض الإنتاج لرفع أسعار النفط المتراجعة منذ 2014، في إطار من التعاون تحت مسمى “أوبك+”.
ورداً على الموقف الروسي، خفّضت الدولة الخليجية أسعار النفط المطروح للبيع لديها إلى أدنى مستوياتها في 20 عاماً، في محاولة للاستحواذ على حصة كبيرة في السوق، ما أثار اضطرابات في أسواق الطاقة وحرب أسعار بين الطرفين.
ويذكر أن أكبر انخفاض لأسعار النفط كان في أوائل تسعينيات القرن الماضي أثناء حرب الخليج 1991. ويحذر المحللون من أن هذه الخطوة ستستمر في دفع الأسعار إلى الهبوط نحو 20 دولاراً للبرميل، إذا لم يتوصل الجانبان إلى اتفاق.
وقال وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، الثلاثاء، إن موسكو قد تعزز الإنتاج على المدى القصير، لكنّه فتح في الوقت ذاته الباب أمام إمكانية عقد محادثات جديدة مع الرياض.
وتراجعت أسعار النفط اليوم الأربعاء، متخلية عن مكاسبها المبكرة، بعد أن قالت أرامكو السعودية إنها تلقت توجيهاً من وزارة الطاقة بزيادة قدرتها الإنتاجية مليون برميل يومياً. وكان خام “برنت” منخفضاً 0.41 دولار بما يعادل 1.1 في المئة إلى 36.81 دولار للبرميل، في حين نزل الخام الأميركي “غرب تكساس الوسيط” 0.42 دولار أو 1.2 في المئة ليسجل 33.94 دولار.
وارتفعت الأسعار في وقت سابق من اليوم، معوضة نحو نصف خسائر الاثنين البالغة 25 في المئة، بفضل الآمال في تراجع الإنتاج بفعل تخفيضات الإنفاق من منتجي أميركا الشمالية للتأقلم مع تدني أسعار الخام إلى أقل مستوياتها في عدة سنوات، في وقت أظهرت بيانات من معهد البترول الأميركي ارتفاع مخزونات الولايات المتحدة من الخام في أحدث أسبوع، في حين تراجعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.
الإمارات تنضم للسعودية في رفع الإنتاج
وانضمت الإمارات إلى السعودية اليوم الأربعاء، في التعهد بزيادة إنتاج الخام لمستويات قياسية في أبريل (نيسان)، لتتبنى الدولتان الخليجيتان المنتجتان للنفط موقفاً موحداً في المواجهة مع روسيا والتي تعصف بأسعار الخام العالمية.
وتوازي كميات النفط الإضافية التي ينوي الحليفان ضخها 3.6 في المئة من الإمدادات العالمية وستدخل السوق في وقت من المتوقع أن ينكمش الطلب العالمي على الوقود للمرة الأولى في عشر سنوات تقريباً بسبب تفشي فيروس كورونا.
وتراجعت أسعار الخام نحو النصف منذ بداية العام نتيجة المخاوف من أن تغمر الدول الأعضاء في أوبك السوق بالنفط في معركتها مع روسيا، بعد أن رفضت موسكو الموافقة الأسبوع الماضي على تخفيضات حادة للإنتاج في إطار اتفاق أسهم في رفع الأسعار منذ 2016.
وقالت السعودية اليوم إنها تخطط لزيادة طاقة إنتاج النفط للمرة الأولى فيما يزيد على عشر سنوات، بعد إعلانها زيادة قياسية لإمدادات الخام إلى 12.3 مليون برميل في أبريل.
وأعلنت شركة بترول أبو ظبي الوطنية “أدنوك”، أنها سترفع إمدادات الخام لأكثر من أربعة ملايين برميل يومياً في أبريل، وستعجل بخطط زيادة الطاقة إلى خمسة ملايين برميل يومياً، وهو هدف كانت تخطط مسبقاً للوصول إليه بحلول عام 2030.
ومع زيادة الإمدادات، تضيف الرياض وأبو ظبي في أبريل المقبل 3.6 مليون برميل يومياً للسوق التي تعاني من تخمة بالفعل، وذلك مقارنة بالإنتاج الحالي الذي يقيده اتفاق مع روسيا ينتهي العمل به نهاية مارس، وبالإضافة إلى ذلك، قالت موسكو إن الشركات الروسية ستعزز الإنتاج بما يصل إلى 300 ألف برميل يومياً وقد ترفعه بما يصل إلى 500 ألف برميل يومياً.
موسكو والمنتجون
وقالت السعودية إن على أوبك وروسيا والمنتجين الآخرين فيما يُعرف بتحالف “أوبك+” خفض الإمدادات في السوق لمواجهة أثر فيروس كورونا، لكن موسكو رفضت لتلغى جميع القيود.
وقالت روسيا إن من السابق لأوانه تنفيذ خفض أكبر وإنه يتعين على المنتجين الانتظار كي يتضح الأثر الكامل للفيروس الذي أدى لقرارات حجر صحي في اقتصادات كبرى مثل الصين وإيطاليا وعطل عمل الشركات ودفع الأسهم إلى التهاوي، وألمحت موسكو أمس الثلاثاء، إلى استعدادها لإجراء مزيد من المحادثات، لكن السعودية قالت إنه لا جدوى منها إذا كانت المحادثات ستؤكد فقط العجز عن إبرام اتفاق.
وقال محتكر خطوط الأنابيب الروسي، ترانسفت اليوم الأربعاء، إن الشركات لم تطلب بعد زيادة صادرات النفط وسط خلاف بين موسكو والرياض بشأن إنتاج الخام، وقال ماكسيم غريشانين الرئيس التنفيذي لترانسفت “ليس بعد”، رداً على سؤال إن كانت الشركات الروسية أثارت مسألة زيادة الصادرات.
اندبندت عربي