ضغوط متزايدة للعودة إلى تحالف “أوبك+” لضمان استقرار أسواق النفط

ضغوط متزايدة للعودة إلى تحالف “أوبك+” لضمان استقرار أسواق النفط

لندن – يهدد الخلاف الروسي السعودي بأيام صعبة لمنتجي النفط بسبب استمرار هبوط الأسعار وزيادة الإمدادات بشكل غير منظم، ما دفع ممثلين عن الدول المنتجة إلى المطالبة بإعادة الحياة إلى تحالف “أوبك+” كونه الفضاء الأسلم لإدارة الحوار بين أعضاء أوبك ومنتجين مستقلين بقيادة روسيا، وهو الحوار الذي نجح خلال السنوات الأخيرة في الحفاظ على استقرار الأسواق، فضلا عن ضبط نظام حصص تم الالتزام به من أغلب المنتجين.

وتراجعت أسعار الخام نحو النصف منذ بداية العام نتيجة للمخاوف من أن تغمر الدول الأعضاء في أوبك السوق بالنفط في معركتها مع روسيا بعد أن رفضت موسكو الموافقة الأسبوع الماضي على تخفيضات حادة للإنتاج في إطار اتفاق ساهم في رفع الأسعار منذ 2016.

وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، الأربعاء، إن بلاده تؤمن أن إبرام اتفاق جديد لخفض إنتاج النفط هو خطوة ضرورية لتحقيق توازن في الأسواق.

وأوضح المزروعي، في تغريدة عبر تويتر أن “أوبك وأوبك+ لعبتا دورا مهما في تحقيق استقرار السوق”، مضيفا “وزارة الطاقة والصناعة الإماراتية تؤمن بقوة أن التوصل إلى اتفاق جديد هو خطوة ضرورية لدعم سوق متوازن وأقل تقلبا”.

وتابع “نشعر بخيبة أمل لعدم التوصل إلى تمديد للاتفاق، الذي ينتهي آخر مارس الحالي”.

وقالت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) إنها قادرة على إمداد السوق بنحو 4 ملايين برميل نفط خام يوميا، خلال أبريل المقبل، وتستهدف زيادة إنتاجها لنحو 5 ملايين برميل يوميا، في مؤشر آخر على احتمالية تصاعد الخلاف ضمن تحالف “أوبك+”.

وتلتزم الإمارات منذ 2017 وحتى نهاية الشهر الجاري، بخفض إنتاجها للنفط ضمن تحالف “أوبك+”.

وتأتي الخطوة الإماراتية في سياق رسالة هادفة إلى الضغط على الشركاء الفاعلين في “أوبك+” بأن ترك الباب أمام القرارات الفردية قد ينزلق بأوضاع السوق إلى وضع يصعب التحكم فيه من خلال تعويض فارق السعر بالحصة السوقية، في وقت بدا أن الخلاف بين موسكو والرياض قد تحول إلى صراع إرادات وابتعد عن أسلوب الشراكة الذي نجح في الحفاظ على استقرار السوق ومصالح الدول المنتجة.

وبرز الخلاف، الاثنين، حين قالت السعودية إن على تحالف “أوبك+” خفض الإمدادات في السوق لمواجهة أثر فايروس كورونا لكن موسكو رفضت، لتلغى جميع القيود.

وقالت موسكو إنه من السابق لأوانه تنفيذ خفض أكبر وإنه يتعين على المنتجين الانتظار كي يتضح الأثر الكامل للفايروس الذي أدى إلى قرارات حجر صحي في اقتصادات كبرى مثل الصين وإيطاليا وعطّل عمل الشركات ودفع الأسهم للتهاوي.

ولمّحت روسيا الثلاثاء لاستعدادها إجراء مزيد من المحادثات لكن السعودية قالت إنه لا جدوى منها إذا كانت المحادثات ستؤكد فقط العجز عن إبرام اتفاق.

ويقول مراقبون إن الكلام عن المنعة الروسية فيه مبالغات لأن موسكو ليست بالمتانة المالية التي تدّعيها، وأن التصعيد يرتبط بالمزاج السياسي أكثر من ارتباطه بالمصالح.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء إن بلاده ستتغلّب على العاصفة الاقتصادية التي تسبب بها الخلاف مع السعودية بشأن النفط، وقال إن بلاده ستخرج “أقوى”.

وصرح بوتين خلال اجتماع مع مستثمرين “أنا متأكد بأن روسيا ستخرج من هذه الفترة المضطربة بكرامة وبهدوء”.

لكن المدير العام للصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة كيريل دميترييف أشار إلى أن موسكو والرياض ستواصلان تطوير الشراكة الاستثمارية بينهما، رغم تباين وجهات النظر ومحاولات “التفريق” بينهما.

وقال المسؤول الروسي للصحافيين، الأربعاء، “على الرغم من تباين وجهات النظر حول عدد من مسائل الطاقة، إلا أننا نواصل التعاون مع السعودية بشكل نشط، ونستثمر معا في مشاريع مختلفة، ونواصل التعاون في مجالات

العرب