الإفراج عن السجناء خطوة إيرانية متأخرة لمجابهة كورونا

الإفراج عن السجناء خطوة إيرانية متأخرة لمجابهة كورونا

طهران – يعتزم المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي العفو عن 10 آلاف سجين ومن بينهم سجناء سياسيون، في خطوة تبدو متأخرة جدّا من أجل الحد من تفشي وباء كورونا داخل السجون الإيرانية وهو ما بات يشكل تحدّ جديد أمام نظام فشل في مجابهة الفايروس.

وجاءت الخطوة الإيرانية استجابة للضغوط الأممية والأميركية للإفراج عن المزيد من السجناء من أجل الحد من مزيد انتشار الوباء الذي لم يصل إلى بعد ذروته، وفق مسؤول طبي إيراني، علما وأن عدد المصابين بلغ 17361 في آخر حصيلة رسمية.

وقال المتحدث باسم السلطة القضائية غلام حسين إسماعيلي في تصريحات صحافية “الذين سيتم العفو عنهم لن يعودوا إلى السجن، تقريبا نصف المسجونين في قضايا تتعلق بالأمن سيتم العفو عنهم أيضا”.

وكانت أفرجت إيران مؤقتا عن نحو 85 ألف شخص من السجن ومن بينهم سجناء سياسيون في إطار إجراءات مواجهة وباء كورونا، لكن العدد يظل ضئيلا مقارنة بعدد المساجين.

ولم يفصح إسماعيلي عما إذا كانت موظفة الإغاثة الإنسانية نازانين زاغاري راتكليف التي تحمل الجنسيتين الإيرانية والبريطانية وأُطلق سراحها أمس الثلاثاء لمدة أسبوعين ستكون من بين من يشملهم العفو.

وقالت إيران إنها تحتجز 189500 شخص في السجون وذلك في تقرير قدمه جاويد رحمن المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إيران إلى مجلس حقوق الإنسان في يناير.

ويُعتقد أن هذا العدد يشمل مئات الأشخاص الذين ألقت السلطات القبض عليهم أثناء أو بعد احتجاجات مناهضة للحكومة في نوفمبر الماضي.

وتعد السجون في إيران الأسوء من حيث السمعة، فقد أعربت الأمم المتحدة في أكثر من مناسبة عن أسفها لظروف الاحتجاز في السجون الإيرانية.

وقالت المنظمة الأممية في تقارير سابقة لها إنّ نزلاء السجون ومراكز الاحتجاز في إيران يعانون من اكتظاظ وسوء تغذية وانعدام النظافة الصحية وهي عوامل تؤدّي إلى سرعة انتشار فايروس كورونا.

ولذلك، وجهت الأمم المتحدة والولايات المتحدة دعوات للإفراج عن السجناء السياسيين في إيران ومن بينهم العشرات من حاملي الجنسية المزدوجة.

وحذرت واشنطن طهران من أنها ستحمل الحكومة الإيرانية المسؤولية المباشرة عن وفاة أي أميركي في السجن.

واعتقل الحرس الثوري الإيراني العشرات من حاملي الجنسية المزدوجة والأجانب خلال السنوات القليلة الماضية وبينهم أشخاص من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا والنمسا وفرنسا والسويد وهولندا ولبنان.

في المقابل، تنفي طهران احتجاز السجناء لاعتبارات سياسية وتوجه لغالبية المحتجزين الأجانب اتهامات بالتجسس.

ويعود فشل النظام الإيراني في مجابهة فايروس كورونا ومواصلة ارتفاع عدد المصابين بشكل يومي وتسجيل العشرات الوفيات، إلى عدم اتخاذ إجراءات حاسمة وموجعة والتحرك في الوقت المناسب لحصر الوباء.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهانبور، أن كل عشر دقائق تشهد وفاة شخص في البلاد بسبب فايروس كورونا.

وقال جهانبور عبر حسابه على تويتر “يموت شخص واحد كل 10 دقائق في إيران بسبب فايروس كورونا، ويصاب نحو 50 شخصا بالفايروس في كل ساعة”.

وحذر جهانبور المواطنين من السفر وإجراء الزيارات خلال فترة العطلة بمناسبة عيد النوروز.

وقال خبراء في مجال الصحة إن ردة الفعل الرسمية لم ترتقي إلى مستوى خطورة الوضع في البلاد، محذرين من ما هو أسوأ.

وعلى صعيد متصل بتطورات أزمة كورونا في إيران، حذر رئيس منظمة النظام الطبي في إيران رضا ظفرقندي من أن فايروس كورونا لم يصل بعد إلى نقطة ذروة الانتشار في البلاد.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) الخميس عنه القول إنه “في حال عدم الالتزام بالتوصيات الصحية اللازمة من قبل المواطنين، فإننا سنواجه وضعا خطيرا”.

وأضاف “الدراسات تشير إلى أننا نطوي المرحلة التصاعدية، وأن وقف ذلك يعتمد على إجراءات المسؤولين والتزام المواطنين”.

وأوضح أنه “وفقا لصيغ الأمراض السارية، فإننا لو استطعنا رفع نسبة العزل والبقاء في المنازل بمقدار 15 إلى 20%، فإننا سنتمكن من عبور مرحلة الذروة بصورة أسرع”.

ووفقا للبيانات الصادرة عن وزارة الصحة الإيرانية أمس فإن عدد الوفيات الناجمة عن كورونا في البلاد ارتفع إلى 1135 والمصابين إلى 17361.

العرب