اغتيال مساعد الفاخوري ينذر بموجة تصفيات في لبنان

اغتيال مساعد الفاخوري ينذر بموجة تصفيات في لبنان

بيروت – تعرض مساعد سابق للعميل المُخلى سبيله من قبل القضاء اللبناني عامر الفاخوري، لعملية اغتيال الأحد برصاص من قبل مجهولين في بلدته المية ومية، وسط مخاوف من مصير مماثل للعشرات من الذين عملوا مع إسرائيل وتم الإفراج عنهم.

وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن “مجهولاً أقدم صباح الأحد على إطلاق النار من مسدس حربي” على أنطوان الحايك أثناء تواجده في محل يملكه في قريته المية ومية (جنوب)، ما تسبب بمقتله فوراً.

ويأتي اغتيال الحايك (58 عاما) بعد ساعات من كلمة ألقاها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله حرص خلالها على تبرئة ساحة حزبه من خطوة الإفراج عن الفاخوري وتسليمه للولايات المتحدة موجها سهام نقده لـ”الأصدقاء الذين رضخوا للضغوط الأميركية”، فيما بدا إشارة إلى التيار الوطني الحر.

والحايك رقيب متقاعد في قوى الأمن الداخلي قبل أن ينضم في الثمانينات إلى “جيش لبنان الجنوبي”، وهي مجموعة مسلحة كانت تدربها وتسلحها اسرائيل خلال احتلالها جنوب لبنان لمدة 22 عاماً حتى العام 2000.

وكان “جيش لبنان الجنوبي” يتولّى إدارة معتقل الخيام في الجنوب حيث تمّ سجن المئات من اللبنانيين والفلسطينيين. وأفادت تقارير لمنظمات مدافعة عن حقوق الإنسان أن عمليات تعذيب جرت في المخيم.

وقال مصدر قضائي إن الحايك “عمل مسؤولاً أمنياً في المعتقل لسنوات”. وبعد توقيفه عام 2001، تمّت محاكمته أمام المحكمة العسكرية بتهمة “قتل معتقلين اثنين بعد إلقاء قنبلة دخانية في زنزانتهما تحتوي مواد سامة خلال قمع حركة تمرّد في المعتقل في نوفمبر 1989”.

وأفرجت المحكمة عنه باعتبار أن الجريمة سقطت مع مرور الزمن العشري (أي انقضاء أكثر من عشر سنوات على حصول الجريمة).

وعمل الحايك في المعتقل، وفق المصدر، “تحت إمرة عامر الفاخوري” الذي تمّ توقيفه في سبتمبر 2019 في بيروت بعد عودته من الولايات المتحدة حيث أمضى عشرين عاماً. وقررت المحكمة العسكرية اللبنانية الاثنين إطلاق سراحه، وكفّ التعقبات عن الفاخوري في جرم تعذيب سجناء في معتقل الخيام وتسببه بوفاة المعتقلين اللذين حوكم الحايك في قضيتهما.

وغادر الفاخوري الخميس لبنان في مروحية من السفارة الأميركية في عوكر شرق بيروت، بحسب ما أفاد مصدر أمني. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه عاد إلى الولايات المتحدة. وأثار الإفراج عنه ومغادرته لبنان غضبا بين شريحة واسعة من اللبنانيين.

ولم يستبعد المصدر القضائي “وجود رابط” بين اغتيال الحايك وقضية الفاخوري.

واعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في بيان، أن “اغتيال المواطن أنطوان الحايك، هو طعنة بالصميم للدولة اللبنانية قبل أي شيء آخر، وكأن هناك من يقول لا نؤمن بهذه الدولة ولا بمؤسساتها ولا بقضائها ولا بأجهزتها الأمنية، بل نؤمن فقط بأنفسنا وبما تفعله أيدينا”.

العرب