شهد محيط المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد، والتي تضم مبنى السفارة الأميركية وممثليات أخرى لدول عربية وأجنبية، ومبانيَ لمؤسسات رسمية عراقية، إجراءات أمنية مشددة، وذلك على خلفية سقوط صاروخي “كاتيوشا” على المنطقة، فجر الخميس.
وقالت مصادر بالقوة الخاصة المكلفة بحماية المنطقة الخضراء لـ”العربي الجديد”، إن قوات أمنية انتشرت عند مداخل المنطقة وفي محيطها، فضلاً عن تحليق طيران مروحي مكثف، مشيرةً إلى قيام فريق متخصص بالتحقيق لمعرفة مكان انطلاق الصواريخ.
وجاء هذا القصف بعد ساعات من تهديدات أطلقتها مليشيا “كتائب حزب الله” العراقية ضد القوات الأميركية الموجودة في العراق وجهاز عسكري عراقي، وآخر أمني قالت إنهما متعاونان معها لتنفيذ مخطط لـ “إنزال جوي أميركي” يستهدف مقرات فصائل عراقية مسلحة.
وقالت المليشيا إن “إقدام العدو الأميركي المحتل على تنفيذ عمله الأخرق يضعنا أمام خيارات واسعة تضطرنا لتجاوز مراحل كثيرة في معادلة المواجهة معه، وسنردّ بقوة على جميع منشآته العسكرية والأمنية والاقتصادية دون استثناء، وسنجعل المواقع التي يخططون لاستهدافها مقبرة لهم”.
وحذرت المليشيا “أي طرف عراقي من أن “تسول له نفسه المشاركة في هذا المخطط التآمري، وليضع في حسبانه أنه سيعامل كعدو ولن تغفر خيانته، ولا يعفى عن جريمته، وسيلقى حساباً عسيراً على جميع المستويات العشائرية والقانونية والشعبية”، بحسب ما جاء في بيان لـ “كتائب حزب الله”.
وانتقد عضو البرلمان العراقي فائق الشيخ علي حديث قادة المليشيات العراقية عن وجود مخطط لانقلاب عسكري تقوده الولايات المتحدة الأميركية في العراق، في ظل انشغال العالم بمكافحة فيروس كورونا، مضيفاً في تغريدة على تويتر: “العالم كله مشغول بوباء كورونا الفتاك، والرؤساء والقادة والزعماء مضمومون (خاتلون) ببيوتهم والبشرية تنتظر أجلها، وبالعراق حديث قادة المليشيات عن استعدادات لانقلاب عسكري أميركي”.
يُشار إلى أن برلمانيين وسياسيين بتحالف “الفتح” (الجناح السياسي لمليشيات الحشد الشعبي) كانوا قد تحدثوا خلال الأيام الماضية عن وجود نية لدى الأميركيين للقيام بانقلاب عسكري في العراق تقوم من خلاله واشنطن بدعم مقربين منها لتولي السلطة.
وتوجد القوات الأميركية في العراق بموجب اتفاقية مع حكومة بغداد، للمساهمة في تقديم الدعم للقوات العراقية في محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي ضمن التحالف الدولي.
وأكد التحالف الدولي التوقف عن تدريب قوات الأمن العراقية بشكل مؤقت، في ضوء أزمة انتشار فيروس كورونا، موضحاً، في بيان، أن هذا القرار اتخذ بالتنسيق مع السلطات العراقية.
وأوضح التحالف أن فرنسا أعادت عناصرها من العراق إلى بلادهم، وفقا لهذا القرار حتى إشعار آخر.
وأعلن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة بالعراق عبد الكريم خلف، عن مغادرة القوات الفرنسية الأراضي العراقية وفقا لاتفاق مع حكومة بغداد.
عربي جديد