فـيـروس كـورونـا يـصـنـع الاسـتـقـرار فـي الـشـرق الأوسـط

فـيـروس كـورونـا يـصـنـع الاسـتـقـرار فـي الـشـرق الأوسـط

د. سليم محمد الزعنون.
لقد حقق فيروس كورونا ما لم تستطع السياسة تحقيقه على مدار الأعوام الماضية في الشرق الأوسط، لقد تحققت حالة من الاستقرار والهدوء النسبي في جميع مناطق الصراع، قد يكون هذا الاستقرار مؤقت مرتبط بانتشار الوباء.
جميع الجيوش والميليشيات تعيد تقيم المخاطر، واعادة الانتشار خوفاً من مخاطر العدوى، والانكفاء داخلياً للمساعدة في التصدي للوباء، لقد أصبحت مخاطر انتشار الفيروس عاملاً استراتيجياً رئيسياً في التخطيط العسكري والسياسي في الشرق الأوسط.
ايران والحرب بالوكالة، تسبب الفيروس في خسائر بشرية واقتصادية فادحة لإيران، وفي ضوء تدهور الوضع الاقتصادي، ومخاطر العدوى سيعمل النظام على اعادة النظر في التواصل مع الوكلاء، وتقليص النشاط الإقليمي.
العراق والقوات الأمريكية، لقد كان انتشار القوات الأمريكية في العراق عامل توتتو وتفجير مع إيران والميليشيات العراقية الموالية لها، لقد ساهم الفيروس في تسريع انسحاب القوات الأمريكية من العراق، حيث اعلن البنتاغون تقليص عدد القوات، واغلاق عدد من القواعد.
الصراع في إدلب، القتال بين النظام السوري وتركيا والميليشيات الموالية لها في ادلب، وامكانية توسيع دائرة الصراع، توقف بالكامل تقريباً، بفعل تهديد انتشار الفيروس، باستثناء ضربات متفرقة.
الأكراد ومحاربة داعش، القوات الكردية في شمال شرق سوريا، في مواجهةخطر انتشار الفيروس فرضت حظر تجول، وانكفأت قوات حماية الشعب إلى الداخل، بالتالي تراجعت المعركة ضد تنظيم داعش، القوات الأمريكية تتجنب الاتصال المباشر بالمقاتلين الأكراد، يبدو أن الفيروس ييسرع في تخفيض القوات وربما انسحابها الكامل.
قطاع غزة وإسرائيل، شهد قطاع غزة منذ انتشار الفيروس، حالة من الهدوء التام مع إسرائيل، مع توقف إطلاق البالونات الحارقة والصواريخ، وألغت اللجنة الوطنية العليا لمسيرات العودة المسيرات الجماعية المقررة في 30 مارس، لقد عزز الفيروس التفاهمات بين حماس واسرائيل برعاية مصرية.
التنظيمات المتطرفة والإرهاب، فرض انتشار الفيروس على التنظيمات الإرهابية اتخاذ إجراءات حمائية، في بيان صادر عن تنظيم داعش طالب من عناصره الابتعاد عن مناطق الوباء، واتخاذ اجراءات الحماية، بما يعني تقليص الحركة، والانكفاء، وبالتالي انخفاض مستوى العنف والعمليات الإرهابية.