أفاد مصدر سعودي رفيع اليوم الأحد بأن أرامكو السعودية سترجئ إعلان أسعار البيع الرسمية لخاماتها لشهر مايو/أيار المقبل حتى 10 أبريل/نيسان الجاري، انتظارا لما سيسفر عنه اجتماع بين أوبك وحلفائها بخصوص تخفيضات إنتاج محتملة.
يأتي ذلك في وقت لوح فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإمكانية فرض رسوم على الواردات النفطية، إلى جانب حديث عن إجراء مماثل قد تتخذه كندا.
وقال المصدر السعودي المطلع “إنه إجراء غير مسبوق لم تتخذه أرامكو من قبل، أسعار البيع الرسمية لشهر مايو/أيار المقبل ستعتمد على ما سيسفر عنه اجتماع أوبك بلس”، بحسب ما نقلت رويترز.
وأضاف “نبذل ما بوسعنا لإنجاحه، بما في ذلك أخذ هذه الخطوة غير العادية لتأجيل أسعار البيع الرسمية”.
ووفق المصدر نفسه، تريد السعودية تجنب ما حدث في مارس/آذار الماضي عندما انهارت محادثات النفط بسبب عدم تعاون روسيا مع بقية أوبك بلس.
من جانبها، أفادت وكالة بلومبيرغ بأن أرامكو ستؤجل الإعلان عن أسعار خاماتها، بانتظار ظهور مؤشرات لما قد يحدث في اجتماع أوبك بلس، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية.
اعلان
وتصدر أرامكو عادة أسعار البيع الرسمية بحلول الخامس من كل شهر، والتي يتحدد على أساسها أسعار الخامات الإيرانية والكويتية والعراقية وتؤثر على أكثر من 12 مليون برميل يوميا من النفط المتجه إلى آسيا.
الضغط الأميركي
وستجتمع أوبك وحلفاؤها يوم الخميس المقبل، لبحث تقليص محتمل لمعروض الخام العالمي من أجل إنهاء حرب أسعار بين السعودية وروسيا حدت بالرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التدخل.
وقال ترامب أمس السبت إنه سيفرض رسوما جمركية على واردات النفط الخام أو سيتخذ تدابير أخرى إذا تعين عليه ذلك لحماية العاملين في مجال الطاقة من هبوط أسعار النفط.
كما نقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن رئيس حكومة مقاطعة ألبرتا الكندية جايسن كيني أن كندا والولايات المتحدة تبحثان فرض رسوم على الواردات النفطية السعودية والروسية في حال لم تتوصل موسكو والرياض إلى اتفاق بشأن تخفيض إنتاج النفط.
وتضررت صناعة النفط الصخري بشدة خلال الأسابيع القليلة الماضية بفعل تراجع أسعار النفط الخام عالميا لمتوسط 25 دولارا للبرميل، وهي أسعار تجعل إنتاج النفط الصخري غير مجد.
ويبلغ متوسط إنتاج برميل النفط الصخري عشرين دولارا مقارنة بمتوسط أربعة دولارات بالنسبة لأنواع النفط الأخرى، بينما يصل إلى 2.5 دولار بالنسبة لإنتاج برميل النفط السعودي.
والأسبوع الماضي تراجع برميل خام برنت القياسي إلى متوسط 25 دولارا للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ 2002.
والولايات المتحدة هي أكبر منتج للنفط الخام في العالم بمتوسط يومي 13.1 مليون برميل يوميا، بينما يبلغ استهلاكها اليومي نحو 17 مليونا.
ويعتقد تقرير بموقع أويل برايس الأميركي أن إدارة ترامب لا تملك سوى القليل من الصلاحيات لإقناع السعودية وروسيا بإنهاء حرب الأسعار رغم محاولاتها للنجاح في مساعيها.
أضرار
وفي وقت اعتبر تقرير أويل برايس أن السعودية قد لا تجد فائدة في التراجع عن إستراتيجيتها لإغراق الأسواق بالنفط، في ظل انخفاض الأسعار في الأسواق وحاجتها إلى الموارد لمواجهة عجز الموازنة، إلا أن التقرير حذر من أن حرب الأسعار ستؤذي كلا من السعودية وروسيا.
وقال التقرير إن السعودية تواجه ضغوطا هائلة على الميزانية بسبب الأسعار المنخفضة، وفي الوقت الحالي تركز المملكة على كمية الإنتاج على حساب الأسعار، لكن هذا قد لا يستمر إلى الأبد.
أما روسيا فقد تواجه أيضا فائضا في الإنتاج في ظل غياب المشترين، كما أنها قد تطالب بوقف الإنتاج بالنظر إلى الطبيعة الداخلية لإنتاجها، فضلا عن تراجع معدلات تشغيل محطات التكرير في سوق تصدير خطوط الأنابيب الأوروبية، وفق ما ينقل التقرير عن غولدمان ساكس.
المصدر : وكالات,مواقع إلكترونية