القلق يوحّد البريطانيين مع جونسون بعيدا عن الاختلاف السياسي

القلق يوحّد البريطانيين مع جونسون بعيدا عن الاختلاف السياسي

لندن – مثلت إصابة بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني بكورونا فرصة لاختبار استراتيجية “مناعة القطيع” التي تبناها في مكافحة الفايروس، وهي استراتيجية يلقى عليها اللوم في بريطانيا وخارجها بسبب التباطؤ في اتخاذ إجراءات أكثر حماية.

وأثار إدخال جونسون إلى العناية المركزة صدمة الثلاثاء في بريطانيا حيث تواصل الحكومة التصدي للوباء الذي يتزايد انتشاره يوما بعد يوم في البلاد.

وتعتمد سياسة “مناعة القطيع” في التعامل مع تفشي كورونا على تكوين “مناعة جماعية” بين السكان، مع الاهتمام بكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، دون اتخاذ أيّ إجراءات مشددة، لكن الانتشار السريع للوباء دفع الحكومة إلى مراجعة هذه الاستراتيجية.

وشخصت إصابة جونسون (55 عاما) بفايروس كورونا المستجد في الـ27 من مارس لكن إدخاله المستشفى يثير قلقا شديدا في بريطانيا، إحدى الدول الأكثر تضررا بالوباء في أوروبا، مع تسجيل حوالي 5400 وفاة وإصابة أكثر من 50 ألفا رسميا.

وقال مايكل غوف وزير شؤون مجلس الوزراء البريطاني لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن “رئيس الوزراء تلقى الأوكسجين ولا يزال تحت المراقبة لكنه لم يوصل بجهاز تنفس اصطناعي”.

وتولى تسيير شؤون الحكومة وزير الخارجية دومينيك راب محل جونسون الذي واصل إدارة شؤون البلاد من جناحه في داونينغ ستريت حيث كان يخضع لحجر صحي إلى حين إدخاله المستشفى الأحد لإجراء “فحوصات”.

لكنّ وضعه تدهور ونقل مساء الاثنين إلى العناية المركزة في مستشفى سانت توماس قبالة البرلمان في وسط لندن.

ورغم أن رئيس الوزراء لا يعاني من مشاكل صحية أخرى، فإن وضعه الصحي يثير قلق البريطانيين.

وأعلنت خطيبته كاري سيموندز (32 عاما) الحامل أنه ظهرت عليها أيضا عوارض كوفيد – 19.

وقالت ميكاييلا ماكغويغان في لندن لوكالة الصحافة الفرنسية “أفكر بشكل خاص بخطيبته الحامل.. لا أتفق معه سياسيا لكنّني أتمنى له الأفضل لأنه أمر مرعب لأيّ عائلة”.

من جهته، قال مارك جيليس “إنه أمر مثير للصدمة، يظهر أن المرض قد يصيب أيّ شخص.. لعله مثال لتوعية أولئك الذين لا يأخذون الوضع على محمل الجد”.

وقالت لوس أشليه وهي طبيبة “قد يثني هذا الأمر الناس عن التوجه إلى المتنزهات أو رؤية أصدقائهم”.

وفرضت بريطانيا الإغلاق التام في الـ23 من مارس بعد تردد، لكنها تبدي مرونة في خروج الناس من منازلهم خاصة لممارسة الرياضة. ولا تزال متنزهات لندن مفتوحة وتبدو في بعض الأحيان مزدحمة مع تحسن الطقس.

وواجه جونسون الذي فاز في الانتخابات التشريعية في ديسمبر على أساس وعد بتطبيق بريكست، انتقادات في هذه الأزمة غير المسبوقة لأنه تأخر في فرض إجراءات العزل. حتى استخف في مطلع مارس بانتشار الفايروس عبر قوله إنه “صافح الجميع” بينهم مرضى بكوفيد – 19 خلال زيارة إلى مستشفى.

وتلقى جونسون برقيات دعم من العالم أجمع، من صلوات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصولا إلى تمنيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قال “أنا واثق من أن طاقتكم وتفاؤلكم وحسكم الفكاهي ستساعدكم في التغلّب على المرض”.

ودومينيك راب، الذي يتولى رئاسة الحكومة مؤقتا، تعهد بمواصلة مكافحة الوباء. وترأس صباح الثلاثاء الاجتماع اليومي الطارئ الذي يضم وزراء وأبرز رؤساء قطاعات الصحة وأبرز مستشار علمي.

وقال مايكل غوف لهيئة الاذاعة البريطانية إن “عمل الحكومة متواصل” مضيفا “نعمل معا لتطبيق الخطة التي وضعها رئيس الوزراء لضمان تمكننا من تعبئة كل موارد البلاد في مكافحة هذا العدوّ الذي لا تمكن رؤيته”

وأبلغت الملكة إليزابيث الثانية بالوضع الصحي لجونسون كما أعلن قصر باكينغهام.

وفي رسالة خطية أشادت الملكة (93 عاما)، التي تقيم حاليا في قصر ويندسور قرب لندن، “بالتزام وتفاني” الطواقم الطبية “في الظروف الأكثر صعوبة”.

العرب