انخفضت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الجمعة، ليتخلّى عن مكاسب مبكرة، إذ طغى أسوأ انكماش اقتصادي للصين على الإطلاق على أنباء بشأن خطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتحريك الاقتصاد الأميركي مجدداً.
وانخفض خام برنت بنحو 10 سنتات أو ما يعادل 0.4 في المئة إلى مستوى 27.72 دولار للبرميل، بينما هوى الخام الأميركي للتسليم في مايو (أيار) 1.54 دولار أو 7.8 في المئة إلى 18.33 دولار، وانخفض عقد تسليم يونيو (حزيران) الأكثر نشاطاً بنحو 3 سنتات أو 0.1 في المئة إلى 25.50 دولار.
في غضون ذلك، تسلَّط الضوء على تراجع اقتصاد الصين بفعل بيانات أظهرت انكماش الناتج المحلي الإجمالي 6.8 في المئة على أساس سنوي في الربع الأول من العام الحالي، وهو أوّل انخفاض فصلي منذ بدء تسجيل البيانات الفصلية في عام 1992، ونُشرت البيانات بعد أن وضع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عملية من ثلاث مراحل، لإنهاء إجراءات العزل العام بالولايات المتحدة.
وكان خام “برنت” ارتفع بأكثر من دولار في وقت سابق من الجلسة، وتلقّى الدعم أيضاً من تقرير أورد بيانات جزئية مشجّعة من تجارب لعقار ريمديسيفير التجريبي لشركة جيلياد ساينسز الأميركية على مرضي بحالات حادة من “كوفيد 19″، المرض الذي يسببه فيروس كورونا المستجد.
ويتجه الخامان القياسيان صوب تكبّد خسائر للأسبوع الثاني على التوالي، مع استمرار أسعار الخام الأميركي قرب أدنى مستوى في 18 عاماً.
وتشير البيانات الرسمية، إلى أنّ معدل الاستهلاك اليومي للمصافي من النفط الخام بالصين هوى ليسجّل أدنى مستوى في 15 شهراً مع إبقاء المصافي الحكومية على تخفيضات كبيرة للإنتاج، لكن توجد بعض المؤشرات على التعافي مع بدء البلاد في تخفيف إجراءات احتواء فيروس كورونا.
كيف ترى روسيا تأثير اتفاق “أوبك” في سوق النفط؟
في سياقٍ متصلٍ، قال الكرملين، في بيان اليوم الجمعة، إنّ اتفاق إنتاج النفط بين روسيا ومنتجين كبار في العالم “سيكون له تأثير في الأسواق العالمية فور بدء تنفيذه”. وقال ديمتري بيسكوف، المتحدّث باسم الكرملين للصحافيين، في مؤتمر عبر الهاتف إن “تأثير الاتفاق سيحدث”.
واتفقت روسيا ومنتجون آخرون للنفط، المجموعة المعروفة إجمالاً باسم “أوبك +”، مطلع الأسبوع على خفض إنتاجهم النفطي المجمّع 9.7 مليون برميل يومياً في مايو (أيار) ويونيو (حزيران) المقبلَين، لمساعدة أسواق النفط الضعيفة التي تضررت بشدة جراء أزمة فيروس كورونا.
وعلى الرغم من الاتفاق، ما زالت أسعار النفط تتجه صوب تكبّد خسائر للأسبوع الثاني على التوالي، وأسعار الخام الأميركي قرب أدنى مستوى في 18 عاماً مع استمرار المخاوف بشأن أزمة كورونا، وتراجع الطلب على النفط.
بينما ذكرت وكالة “إنترفاكس” للأنباء، أنّ وزارة الخارجية الروسية قالت إن حصول الولايات المتحدة على جزء من حصة المكسيك من تخفيضات إنتاج النفط، في إطار اتفاق عالمي، هو “اعتناء منها بالسوق” وليس “عملاً خيرياً”.
ورفضت المكسيك طلباً من “أوبك +”، مجموعة الدول المنتجة النفط، لخفض الإنتاج 400 ألف برميل يومياً في إطار اتفاق عالمي للمساهمة في دعم سوق النفط، التي تضررت بشدة جراء أزمة فيروس كورونا. وأصرت المكسيك على عرض خفض 100 ألف برميل يومياً، ووافق الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأسبوع الماضي على أن تساعد الولايات المتحدة في تعويض جزء من بقية خفض الإنتاج.
الطلب العالمي يتراجع بوتيرة قياسية في 2020
كانت منظمة أوبك توقّعت تراجع الطلب العالمي على النفط بوتيرة قياسية خلال العام الحالي، بفعل تأثيرات فيروس كورونا. وقالت منظمة الدول المصدرة الخام في تقريرها الشهري، إنها خفّضت تقديرات نمو الطلب العالمي على النفط بنحو 6.9 مليون برميل يومياً، لتصبح النتيجة النهائية “تتمثل في انخفاض تاريخي متوقع بنحو 6.8 مليون برميل يومياً خلال عام 2020”.
وأرجعت المنظمة هذا الخفض الحاد إلى تأثير فيروس كورونا، مشيرةً إلى أنه “بالنظر إلى التطورات الأخيرة، والشكوك المستقبلية، تظل المخاطر الهبوطية كبيرة، ما يشير إلى إمكانية إجراء مزيدٍ من التعديلات، خصوصاً في الربع الثاني، إذا كانت البيانات الجديدة والتطورات الأخرى تتطلب مراجعات”.
وتتوقع المنظمة وصول إجمالي الطلب العالمي على النفط في العام الحالي 92.82 مليون برميل يومياً، على أساس توقعات بأن يشهد النصف الثاني من العام استهلاك أعلى من النصف الأول. وبالنسبة إلى نمو المعروض النفطي من خارج “أوبك”، قامت المنظمة بتعديله بالخفض بنحو 3.26 مليون برميل يومياً، ليصبح الانخفاض بنحو 1.50 مليون برميل يومياً في العام الحالي.
وتتوقع المنظمة أن يبلغ المعروض النفطي من خارج أوبك 63.47 مليون برميل يومياً خلال عام 2020، وحسب تقرير “أوبك” الشهري، ارتفع إنتاج المنظمة بنحو 821 ألف برميل يومياً ليصل إلى 28.61 مليون برميل يومياً في مارس (آذار) الماضي.
إنتاج “أوبك” قفز بـ821 ألف برميل يومياً في مارس
بينما ارتفع إنتاج منظمة الدول المصدرة النفط أوبك بنحو 821 ألف برميل يومياً خلال الشهر الماضي، بالتزامن مع الفترة التي شهدت انهيار تحالف “أوبك +” واشتعال حرب الأسعار.
وحسب التقرير، فإنّ متوسط إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة، البالغ عددهم 13 دولة بلغ 28.612 مليون برميل يومياً خلال مارس (آذار) الماضي، مقابل 27.790 مليون برميل يومياً في الشهر السابق له. وتأتي الزيادة في الإمدادات النفطية بقيادة السعودية والإمارات، حيث ارتفع إنتاجهما من الخام بنحو 388 و386 ألف برميل يومياً على الترتيب خلال الشهر الماضي.
وتجاوز إنتاج السعودية النفطي 10 ملايين برميل يومياً في مارس (آذار)، كما صعد إنتاج الإمارات إلى 3.451 مليون برميل يومياً، ورفعت كذلك الكويت إنتاجها النفطي بنحو 170 ألف برميل يومياً ليصل إلى 2.840 مليون برميل يومياً في الشهر المنقضي. كما قامت كل من نيجيريا والجزائر وأنغولا والغابون بزيادة إنتاجهم من النفط خلال الشهر الماضي، وفقاً للتقرير الشهري.
بينما كانت فنزويلا الدولة التي سجّلت أكبر وتيرة هبوط في إنتاج النفط في الشهر الماضي، إذ تراجعت إمداداتها بنحو 100 ألف برميل يومياً إلى 660 ألف برميل يومياً. كما هبط إنتاج ليبيا النفطي بنحو 54 ألف برميل يومياً في الشهر المنصرم، بينما سجّلت إيران هبوطاً بنحو 52 ألف برميل يومياً في إمداداتها من الخام.
اندبندت العربي